"اقضوا عليهم”، تلك هي العبارة التي تباهت سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي بكتابتها على قذيفة مدفعية إسرائيلية بعد يوم واحد فقط من ارتكاب "إسرائيل” مجزرة رفح المروعة باستخدام قنابل أمريكية.
وجل ما صدر عن إدارة جو بايدن بعد المجزرة كان واضحاً في دعم واشنطن لهذه الجريمة، واعتبار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تتجاوز أي خطوط أمريكية حمراء.
إدارة بايدن حاولت في الآونة الأخيرة التظاهر باتخاذ موقف محايد إزاء الجرائم الإسرائيلية المستمرة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، لكن محاولتها المكشوفة لم تنجح مع تأكيدات مسؤوليها دعمهم كيان الاحتلال، ومن بينهم هيلي التي توجهت لكيان الاحتلال الإسرائيلي مباشرة بعد مجزرة رفح بالقول: "لا تستمعوا إلى ما يقال في وسائل الإعلام.. أطمئنكم.. أمريكا تقف إلى جانب "إسرائيل” لتثبت أن واشنطن لن تضع أي حد لجرائم الاحتلال مهما بلغت بشاعتها، ومهما بلغ حجم المعارضة الدولية والشعبية لها”.
ولم يقف دعم الولايات المتحدة للاحتلال الإسرائيلي بعد مجزرة رفح عند تصريحات هيلي أو غيرها من المسؤولين الأمريكيين، حيث كشفت شبكة سي إن إن الإخبارية أن قوات الاحتلال استخدمت قنابل جي بي يو 39 من طراز سي دي بي أمريكية الصنع في مجزرة رفح التي أسفرت عن استشهاد 45 فلسطينياً، وإصابة 249 آخرين.
سي إن إن أشارت إلى أن ذيل القنبلة الأمريكية الذي يبقى بعد انفجارها وجد في مكان الاستهداف، وذلك بناء على تأكيدات خبراء بالأسلحة المتفجرة، مبينة أن قنابل جي بي يو 39 التي تصنعها شركة بيونغ الأمريكية هي ذخائر عالية الدقة كبيرة الحجم مصممة لمهاجمة أهداف ذات أهمية إستراتيجية، ولا يمكن استخدامها في أماكن مثل مخيم المهجرين في رفح ما يؤكد على تعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب هذه المجزرة.