استمرأنا مرأى الدم القاني على الجثث الساخنة بالعشرات لمّا نزل كالأنعام تنتظر تباعا نصل الجزار دون أي إرادة أو رفض أو تغيير والى الله المشتكى. صرنا قابعين في جسوم باردة تقتات الأيام وتجتر الحسرات والهزائم المزمنة والى الله المشتكى يا غزة .تعبر صور الهجوم الدموي على غزة إلينا فتكشف كل المستور والمحذور من الكلام والقيم التي ديست والخسة التي يندى لها الجبين والى الله المشتكى.
قليل ما تسمع أو تشاهد في دنيا العجب وآخر الزمن بأن أفعال القتلة وسراق الارض وجيران الندامة لها دافع واحد هو القضاء على غزة وإغراقها في البحر وإبادة ساكنيها ومحوهم عن بكرة أبيهم والى الله المشتكى ! تكشف زيف ما قاله أهل الحضارة والتحضر في الغرب الظالم ومدعي حقوق الإنسان فقد احرقوا الأطفال في الخيام وهم نائمون والى الله المشتكى يا غزة.
إن أقسى من لؤم العدو واستباحته كل حرمة ودم لأهل غزة أن ترى عيونا لهم في عيوننا وخناجر من خناجرنا غرست في صدر غزة بقصد قتلها وحرقها والى الله المشتكى . الحناجر التي انبرت بالكذب والدجل والنفاق وانحط ناطقوها بالكلمات لم تجد خيرا لتقله أو تصمت وهذا هو الإعلام الرخيص المأجور المنافق !! والى الله المشتكى.
بحاول احدهم اقناعنا بالمبررات البرمائية لمساعدة المجرمين مرتدي حفاظات الصغار، فقط لإرضائهم وتقديم الولاء لهم وكثير من الحالات وهم وتوهم بان التوقعات موجودة لكن المتوقع ليس له وجود إلا في نفس صاحبه لان غرباء القوم يبيعون الكلام والوهم والسلام!!! .... والى الله المشتكى
هذه الدنيا يا أهل غزة ومهما طال زمنها ستزول وسيشرب الجميع كأس الموت فلا يبقى فيها إلا الوضيع والمتردي وشرار الناس، إذ لم يعد فيها من أصحاب المروءة وفرسان الحق فلا تتعجبوا من ذلك ولا تفزعوا والى الله المشتكى. اصبروا يا اهل غزة رغم ان الصبر كله قد خجل منكم وهرول بعيدا وترقبوا النصر من الطرقات سياتي من الشمال والوسط والجنوب واعلموا بان دمائكم قد هانت على ابناء جلدتكم فانتم مثل ال ياسر موعدهم الجنة!.
دعوني يا اهل غزة ان أبوح للبحر بشيء من الكلام والرجاء واقول له يا بحر غزة حرك أمواج غضبك عوضا عن مروءات الجيران وذوي القرى وإخوة الظلام من العجم والترك وابناء الأجداد والى الله المشتكى . يا بحر غزة اشتد الرجاء فأغرق الاعداء فأهل غزة لا ناصر لهم وانت من جند الله وبأمره تأتمر. حرض عليهم حيتان البحار كلها لتبلعهم فهو الغرباء المعتدين ... فلا ناصر لغزة والبيوت التي تأويهم فقد تساوت مع التراب. لقد وصلتنا الرسائل والصور وبكينا من داخلنا كثيرا وما زلنا عاجزين وهم يموتون امام أعين العالم البليد، حتى علب الطعام التي سرقها المستوطنون لم نستطع حمايتها والى الله المشتكى.
ان بين الغرب الأسود والعرب علاقات متضاربة غير متجانسة. يدعي فيها الغرب القوة ويدعي العرب الهزيمة والضعف إلى ان خرجت اسود غزة من عرينها وحطمت النظرية ومفاجئات السياسة! اي هزال نحن فيه وأي انهزام قد تمكن من عزائمنا لكن من غزة ومن بحرها الهادر ستتبدل الاوهام وطموحات العدوان لأنهم لن ينالوا ما أرادوا . هؤلاء القتلة يبكون عن وجود قطة تتألم في بيوتهم ولا يتألمون لأطفالنا وأشلائهم الممزقة والآمنين في بيوتهم، هم حقًا الذين لا ينتصرون. ان أهل غزة هم اصحاب القضية مبايعون على الموت ملتزمون بالعهد ... العهد الذي لم يزل عندهم مسؤولا . وما هم إلا فئة مسلمة صابرة مجاهدة ثبتت على الحق وليس غير الحق غضب من غضب ورضي من رضي وسيبقوا يقاتلون عن آخر من فيهم وإن ذهبوا فأرحام النساء في غزة ستلد أحفادهم ولن يبتلع بحر غزة أهلها! والى الله المشتكى.