كشفت دراسة جديدة أن مكملات أوميغا 3 اليومية يمكن أن تؤثر على السلوك؛ ما قد يقلل من العدوانية.
وقام باحثون من جامعة بنسلفانيا، بقيادة الأطباء النفسيين أدريان رين وليا برودريك، بفحص 29 تجربة عشوائية محكومة لتقييم آثار مكملات أوميغا 3 على السلوك العدواني.
حماية القلب
كما حللت الدراسة، التي نُشرت في مجلة العدوان والسلوك العنيف، بيانات من 3918 مشاركا عبر مختلف التركيبة السكانية وفترات العلاج.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن مكملات أوميغا 3 يمكن أن تؤدي إلى انخفاض كبير في السلوك العدواني، مع انخفاض متوسط قدره 22% في جميع مجموعات الدراسة.
وقال الطبيب النفسي أدريان رين، وفقا لموقع "نيوز يك": "لقد حان الوقت لتطبيق مكملات أوميغا 3 للحد من العدوان، بغض النظر عما إذا كان المكان هو المجتمع، أو العيادة، أو نظام العدالة الجنائية".
وأكد الموقع أنه تم الترويج للأحماض الدهنية أوميغا 3، التي توجد عادة في مكملات زيت السمك، تقليديا لفوائدها في حماية القلب، على الرغم من أن فعاليتها لا تزال موضع نقاش.
ولفت إلى دوره في وظائف المخ، حيث تشير الأبحاث السابقة إلى أن سوء التغذية قد يكون مرتبطًا بزيادة العدوان والسلوك العنيف.
وعلى الرغم من النتائج الواعدة، تعترف الدراسة بالقيود، والتي شملت تجارب قليلة بعمليات متابعة بعد انتهاء المكملات، وبالتالي تظل الاستنتاجات حول التأثيرات طويلة المدى على السلوك العدواني غير مؤكدة.
وأشار الباحثون إلى أن "الخطوة التالية ستكون تقييم ما إذا كان أوميغا 3 يمكن أن يقلل من العدوانية على المدى الطويل".
وتمتد آثار هذه النتائج إلى ما هو أبعد من الصحة الفردية، مما يشير إلى فوائد محتملة لقضايا مجتمعية أوسع.
وأضاف رين: "إن أوميغا 3 ليست رصاصة سحرية من شأنها أن تحل مشكلة العنف في المجتمع بشكل كامل، ولكن بناءً على هذه النتائج، نعتقد اعتقادًا راسخًا أنها يمكن أن تساعد، وعلينا أن نتصرف بناءً على هذه المعرفة الجديدة".
الروتين اليومي
وأشار الموقع أن فوائد مكملات أوميغا 3 لا تخلو من المخاطر المحتملة، حيث تشير الدراسات الحديثة إلى أن مكملات زيت السمك قد تزيد من خطر عدم انتظام ضربات القلب والسكتات الدماغية لدى الأفراد الذين ليس لديهم تاريخ من أمراض القلب والأوعية الدموية.
في حين يحتمل أن تقلل المكملات من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والوفاة، لدى أولئك الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية الحالية.
وأكد الموقع الحاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد مخاطر وفوائد هذه المكملات، كما هو الحال دائمًا، ناصحا باستشارة أخصائي الرعاية الصحية قبل إدخال مكملات جديدة في روتينك اليومي.
وختم الموقع بالقول، إن هذا الاكتشاف يقدم منظورًا جديدًا حول إمكانات التدخلات الغذائية في معالجة القضايا السلوكية، مع تسليط الضوء على الحاجة إلى مزيد من الاستكشاف والدراسة المتأنية لكل من الفوائد والمخاطر.