يواجه الجنرال الإسرائيلي السابق بيني غانتس وقتاً عصيباً، الأسبوع المقبل؛ بسبب مواقفه المناهضة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يحقق تقدما في استطلاعات الرأي، بعد مرور تسعة أشهر تقريبا على الحرب في غزة.
واقترح الحزب الذي يتزعمه غانتس المنتمي لتيار الوسط، الخميس، مشروع قانون لحل الكنيست، بعد أيام من تهديده بالاستقالة من حكومة الوحدة التي شكلها نتنياهو في زمن الحرب، ما لم يتوصل رئيس الوزراء إلى استراتيجية واضحة للوضع في غزة بعد الحرب.
لكن آفاق المستقبل باتت أكثر تعقيدا بالنسبة لغانتس، بعد أن أظهر أحدث استطلاع للرأي تحولا ملحوظا نحو نتنياهو، الذي حظي بدعم واسع النطاق في إسرائيل، بعد أن قال ممثلو الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية إنهم طلبوا إصدار مذكرة اعتقال بحقه.
وجاء في الاستطلاع، الذي أجرته القناة 12 التلفزيونية ونُشر هذا الأسبوع، أن 36 بالمئة يرون نتنياهو أكثر ملاءمة لرئاسة الوزراء، مقارنة مع 30 بالمئة يفضلون غانتس.
وأظهر الاستطلاع نفسه تقلص تقدم حزب الوحدة الوطنية بزعامة غانتس، وتوقع المشاركون في الاستطلاع حصول الحزب على 25 مقعدا في الكنيست إذا أجريت الانتخابات الآن، مقابل 21 مقعدا لحزب الليكود بزعامة نتنياهو.
وحقق غانتس، القائد السابق للجيش ووزير الدفاع في الحكومة السابقة، تقدما واضحا على نتنياهو في استطلاعات الرأي قبل أشهر، بعد أن انهارت صورة نتنياهو الأمنية بسبب الهجوم المدمر الذي شنه مسلحون بقيادة حركة حماس على إسرائيل، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وانضم غانتس إلى حكومة الوحدة بعد وقت قصير من هجوم حماس، قائلا إنه وضع الاعتبارات السياسية جانبا من أجل المصلحة الوطنية.
لكن غانتس، ووزير الدفاع يوآف غالانت، والجنرال السابق غادي أيزينكوت، اشتبكوا في أكثر من مناسبة مع وزراء في حكومة نتنياهو من القوميين المتدينين، الذين لا يزالون يعارضون بشدة أية تسوية سياسية مع الفلسطينيين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، عبّر قادة عسكريون عن إحباطهم علنا، بعدما طالب غالانت أولًا، ثم غانتس، باستراتيجية واضحة لما يجب تنفيذه في غزة عندما ينتهي القتال.
وقال أفيف بوشينسكي، مستشار الاتصالات السابق لنتنياهو: "بطريقة ما، حاصر غانتس نفسه لأنه لا يستطيع التراجع، لا يمكنه التراجع عن تحذيره النهائي"، مؤكدا أن نتنياهو رفض مطلب غانتس في غضون ساعة من إصدار البيان.
وتابع: "لذا، فهو عالق هناك، لكن الجميع يعلمون أنه لن يحدث شيء، لذلك لماذا لا ينفذ هذا التحذير النهائي؟".