المرحوم الدكتور فواز فتح الله خليل الراميني ولد في قرية رامين بمحافظة طولكرم عام 1956 ولا نبالغ حين نطلق عليه لقب عميد لغة الضاد او سيبويه النحو ، فهو بحق يستحق هذه الالقاب وبجدارة ، فلم يكن يحاور اويدرس او يتحدث إلا بالفصحى ، فهو يتكلم الفصحى بكل جدارة ولا يتكلم بالعامية ابدا لا داخل البيت ولا بالمدرسةاو خارجها ، يتكلم بثقة ولا يتلعثم ،وكان زئير صوته يملأ المكان هيبة ووقار ويصنع من المفردات شعرا ؛ فابتدع بحرا شعريا خاصا به ، وكان لقمان الحكمة ، قلم مبدع إن كتب ،ولسان الضاد إن تحدث متميز نابغ فطين ،انيقا في هندامه ولباسه وشعره ومشيته،حتى عندما كان يوبخ طالبا من طلابه عندما يخطئ كان يستعمل مفردات فصحى قوية وجزلة، وكان يبدأ التدريس منذ اليوم الاول في العام الدراسي وقبل إستلام الكتب المدرسية ، وكان يستغل كل حصص الأشغال في التعليم ويبقى يدرس حتى آخر يوم دراسي وحتى في أيام العطل دون أي اجر وله عبارة مشهورة وقتي كله لطلابي في البيت أو المدرسة أو الشارع ، ولم يضيع اي دقيقة على طلابه ، ولم نذكر انه غاب عن المدرسة فكان يحلل راتبه بشهادة من عرفوه او تتلمذوا على يديه ،ومن شدة حبه للفصحى سمى أبنائه بأسماء فصحى ؛ فسمى ابنه - رئبال - وهو طبيب بالقوات المسلحة الاردتية ،وبناته - نبراس- وجلنار وهي صحفية - وبلسم واستبرق ، ويشهد له بذلك طلابه واتشرف انني كنت أحد طلابه في مدرسة الإمام الشافعي في جبل القصور . وهذه شهادة بحقه من احد طلابه في مدرسة الحسين الثانوية للبنين في جبل الحسين ، وهو الأخ هاشم العلوان العبادي ، انه في أحد الايام وكان يوم خميس وكانت حصة اللغة العربية الحصة الخامسة والاخيرة وعندما قرع جرس نهاية الحصة قال لهم الاستاذ فواز الراميني وهو خارج من الصف غدا الدرس في تمام الساعة الثالثة والنصف مساءا !!!!
هل الاستاذ أخطأ ؟ولم ينتبه إن غدا يوم الجمعة ؟؟؟ لم يسأله احد وخرج فورا من الحصة ، وعندماجاء الموعد المعلوم وإذا بالفصل ممتلئ عن بكرة ابيه ليس من شعبته فقط ولكن من الشعب الاخرى والواقفين اكثر من الجالسين وكان مراجعة شاملة للمنهاج قبل امتحانات الثانوية العامة عام 1982 ،ماذا كانت النتيجة ؟ لم يرسب اي طالب بمحث اللغة العربية الفرع الأدبي بالمدرسة في مبحث اللغة العربية ، والله على ما يقول شهيد .سيبقى اسم هذا المعلم محفورا في الذاكرة ، وتوفي ابو رئبال ٠بعد صراع مع المرض في سنة 2012 وبقيت روحه تنعش رحب المكان ،وبات اسمه عبق يستنشق في كل زمان ومكان . . وفي ما يلي نبذة مختصرة من سيرته العطرة :
كان من أوائل الثانوية العامة في الاردن عام 1974.
تخرج من الجامعة الأردنية قسم اللغة العربية وكان الأول في الفوج الثالث عشر عام 1978
وكان الأول في الدبلوم العالي - كلية العلوم التربوية-أساليب تدريس اللغة العربية الجامعة الأردنية عام 1987وكان تقديره ممتاز
كان الأول في الدبلوم العالي -قسم الفلسفة - دراسات إسلامية وفلسفية الجامعة الأردنية عام 1989وكان تقديره جيدجدا
كان الأول في ماجستير أصول التربية الجامعة الأردنية عام ١٩٩٩ وكان تقديره ممتاز .
حصل على شهادة الدكتوراه في الاداب،
خبرته العملية :
عين معيدا في قسم اللغة العربية بالجامعة الأردنية 1978 -1979.
عين معلما في وزارة التربية والتعليم عام ١٩٧٩ -1993 وكانت اول مدرسة درس فيها مدرسة الإمام الشافعي الثانوية ، ثم مدرسة الحسين الثانوية ، ثم مدرسة كلية الحسين الثانوية وهي من أعرق المدارس في الاردن .
عمل مشرفا تربويه لمادة اللغة العربية بمديرية تربية عمان الأولى 1994-1999.
عمل مدرسا للأدب العربي في عدد من كليات المجتمع بعمان لغاية عام 1999 .
عمل رئيسا للجان إمتحان اللغة العربية للثانوية العامة 1996 -1999 .
عمل موجها لمادة اللغة العربية في دولة الإمارات الشقيقةمنذ عام 1999.
عمل عضو تدريس غير متفرغ في جامعة الإمارات العربية المتحدة وعجمان ومستشار إعلاميا عام 2002 .
عمل عضو في لجنة إعداد إمتحان الثانوية العامة للغة العربية بدولة الإمارات عام 2006 .
وله العديد من المؤلفات والكتب والمفالات وبعض كتبه حملت اسماء أبنائه.
وحاز على الكثير من الالقاب العلمية والادبيةوالسمعة الطيبة والقدوة الحسنة وبرحيله فقدنا قامة علمية وأدبية وشعرية قل نظيرها في العالم العربي .