يصادف يوم الثاني من شهر حزيران من كل عام ذكرى استشهاد المقدم الطيار صخر الخرابشة والتي تتزامن مع ذكرى مناسبتين غاليتين لا بل بين ذكرى مناسبتين من -
أغلى المناسبات ( ذكرى الاستقلال ) و ( ذكرى الثورة العربية - الكبرى ويوم الجيش ( حيث جاء استشهاده بعد مرور أسبوع من ذكرى الاستقلال وقبل أسبوع من ذكرى الثورة العربية - الكبرى ويوم الجيش إنها مصادفة تاريخية رائعة يستحقها - شهيدنا وليفخر بها أهله وذووه فهو من الشهداء الذين ضربوا - مثلاً حياً في كيف يكون الإيثار وتكون التضحية إنه الشهيد - البطل المقدم الطيار المقاتل صخر موسى الخرابشة الذي استشهد في الثاني من حزيران عام ٢٠٠٩ .
واحداً من فرسان سلاح الجو الذين حلقوا في سماء الوطن يجوبونه طولاً وعرضاً وارتفاعاً يحرسونه بأهداب عيونهم فكانت مشيئة الله أن يتزامن استشهاد المقدم الطيار الخرابشة في خضم احتفالات الوطن بالمناسبات الوطنية التي نعتز بها ونفتخر ألا وهي ذكرى الاستقلال الثامنة والستين وذكرى يوم الجيش والثورة العربية الكبرى الثامنة والتسعون لتمتزج دماؤه الزكية مع نسمات عطره تفوح منها ذكرى هذه المناسبات الخالدة ليختار له القدر مكاناً مرموقاً في تاريخ الوطن مع هذه المناسبات الوطنية الخالدة العطرة التي نستذكر فيها تضحيات الرجال النشامى أمثال بطلنا الشهيد الطيار والتي تركت بصمات واضحة لا تمحى في تاريخ الأمة إن هذه الأجواء الزمنية والمكانية التي شكلت ورسمت إطاراً لقصة الشهيد البطل الذي ضرب مثالاً ولا أروع في التضحية من أجل الآخرين، نعم لقد جاد بروحه رخيصة في سبيل الله والوطن وفي سبيل إنقاذ زميله المتدرب، لم يرد في نفسه حينها «بعد نفسك ود صاحبك و لم يكن تفكيره أنانياً اللهم نفسي، بالرغم من اللحظات الحرجة التي عاشها هو وزميله الطيار المتدرب جراء الخلل الفني الذي أصاب الطائرة بعد أن أمره بالنزول بالمظلة حينها فكان هاجسه الوحيد إنقاذ زميله وإنقاذ طائرته لكن القدر كان سباقاً يسابق الزمن ليهوي بطائرته كالأبطال بعد أن اطمأن على إنقاذ زميله إنه قدر الأبطال صقور الجو فرسان السماء ليرسم بذلك لوحة مشرقة للوطن ملامحها الوفاء والإخلاص ، إنها التضحية الحقة والإيثار القوي الذي تحقق بهمة الرجال بإرادة قوية نفذها بطلنا الشهيد الطيار صخر كالصخر الذي اتخذ من اسم شهيدنا قوة ومنعة وصلابة تتحطم عليه روح الانهزامية صانعة بذلك بطولة قل نظيرها في هذا الزمان ليلتحق الشهيد البطل بمن سبقه من زملائه الشهداء الأبرار وتتعانق روحه مع أرواح فراس العجلوني
و موفق السلطي وغيرهم كثير من شهداء الوطن. ليرحم الله الشهيد البطل وشهداء الوطن في بره وبحره وجوه شهداء برره كرمهم الله عن بقية البشر وهنيئا لك أبا الحارث هذه المكانة التي تحققت وهذه الشهادة التي سجلت وهذه الدماء التي تعطرت بمسك الأرض وهنيئا لذويك وأبنائك الحارث ومحمد وابنتك ليان وزوجتك أم الحارث فلهم حق الفخر والاعتزاز بما قدمت و بما جادت به نفسك لتحصل على إحدى الحسنيين بقي أن نقول : (أن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا الحارث لمحزونون) رحمك الله أنت ومن سار على دربك وأسكنك فسيح