رغم استقالة 3 وزراء من حكومة بنيامين نتنياهو، ما زال ائتلاف الأخير يحظى بأغلبية 64 مقعدًا من أصل 120 في الكنيست الإسرائيلي، إلا أن ما حدث يشكل ضربة سياسية مؤثرة في لحظة حرجة لنتنياهو وحكومته على عدة مستويات.
وبعد وقت قصير من استقالة الوزيرين في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس، وغادي آيزنكوت، أعلن الوزير هيلي تروبر (من حزب غانتس) استقالته أيضًا.
في سياق هذا المشهد، دعت المعارضة الإسرائيلية في أعقاب الاستقالة، إلى إسقاط حكومة نتنياهو وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ووصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، حكومة نتنياهو بـ "الفاشلة".
نتنياهو "أكثر خضوعًا"
وأمام تمسك نتنياهو بالسلطة التي يقدمها على أي اعتبار آخر في إسرائيل، ترجح تقديرات أن يكون نتنياهو أكثر خضوعًا لحلفائه من اليمين المتطرف، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي يشغل حزبه "الصهيونية الدينية" 7 مقاعد في الكنيست، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي يشغل حزبه "القوة اليهودية" 6 مقاعد.
وبعد استقالة غانتس، طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، بالانضمام لمجلس الحرب، داعيًا إلى "تحقيق الأمن لسكان الجنوب والشمال وإسرائيل ككل"، بحسب تغريدة عبر حسابه على منصة "إكس".
أما سموتريتش، فقد دعا عبر حسابه على منصة "إكس" إلى تشكيل حكومة يمينية من الأحزاب كافة.
وكتب: "استقالة غانتس تهدف لتفكيك التلاحم الإسرائيلي، وهو بالضبط ما كان يهدف إليه السنوار، ونصر الله وإيران"، مضيفًا: "أدعو زعماء الأحزاب الصهيونية كافة، الذين تعتبر دولة إسرائيل أولوية لهم، إلى الانضمام إلى حكومة الوحدة حتى النصر. أمامنا مهمة طويلة وصعبة".
يأتي هذا بعد أن نقلت هيئة البث الإسرائيلية قبل أيام معلومات تفيد أن نتنياهو يعتزم حل مجلس الحرب حتى لا يضطر لضم الوزيرين اللذين ينتميان إلى اليمين المتطرف إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش إليه، اللذين مكن غيابهما عن المجلس نتنياهو من التحرر نسبيا من ضغوطهما السياسية.
واليوم مع استقالة الوزراء من حكومة نتنياهو، فإن على الأخير أن يعين مكان الوزيرين المستقيلين (بيني غانتس وغادي آيزنكوت) بديلين في مجلس الحرب من الحكومة الموسعة، أو حل المجلس، وفق تقديرات بعض المحللين.
أجندة متطرفة
وللوزيرين أجندة متطرفة، إذ يرفضان وقف الحرب على غزة، دون القضاء على حماس وإنقاذ الرهائن، وقد هددا قبل أيام بإسقاط حكومة نتنياهو إذا وافق على مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن حول الهدنة في غزة.
نتنياهو الذي مازال ائتلافه صامدًا، بحاجة اليوم إلى أكثر من أي وقت مضى إلى حزبي اليمين المتطرف، ما يعني أنه سيكون أكثر خضوعًا لـعملية "الابتزاز" التي يمارسانها، وهو ما يجعله في مواجهة أكثر حدة مع الولايات المتحدة الحليف الأكبر لإسرائيل، وأقل قدرة على التعامل مع الضغوط الدولية.
أجندة بن غفير وسموتريتش، لا يمكن حصرها في هذا الإطار فحسب، بل تمتد إلى الموقف من الصراع مع حزب الله، إذ يدعوان إلى حرق لبنان وإعادته إلى "العصر الحجري"، ردًّا على هجمات حزب الله.
وفيما يتعلق بالضفة الغربية، يدعم الوزيران مزيدًا من الاستيطان وتهويد القدس والاقتحامات في الأقصى وإسقاط السلطة الفلسطينية، ويتهمانها بدعم الإرهاب.