تقع قرية ود النورة في الجزء الجنوب الغربي من محلية 24 القرشي بولاية الجزيرة، وهي من الوحدات الإدارية الصغيرة من حيث عدد القرى والكثافة السكانية، وتبعد حوالي (40) كلم عن مدينة 24 القرشي عبر طريق ترابي وعر، أغلب سكانها من قبيلة الكواهل الحسنات. وأشهر القرى فيها القلعة ، عوض الجيد ، ود الجترة ، الخروعة الجديدة والخروعة القديمة. 

هاجم أفراد المليشيا المتمردة يستغلون مواتر وسيارات مدنية، المنطقة عدة مرات وتصدت لهم المقاومة الشعبية، مما أوغر صدر المليشيا فهاجمت المنطقة بانتقام وشراسة بعدد عشرة عربات بتاريخ 5/6/2024م وأستخدمت مدافع الدوسكان والثنائي ومدافع SPG9 لكسر دفاعات المقاومة الشعبية التي تتمركز على بعد بحوالي (6) كلم غرب المدينة. أبرز قادة التمرد الذين شاركوا في الهجوم هم المتمرد على كباشي. 

بعد دخول قوات الدعم السريع المتمردة للمنطقة قاموا بنهب أكثر من 20 عربة والأدوية والمواد غذائية ونقلوها بدفارات إلى منطقة القطينة والمناطق التي يسيطر عليها التمرد، وقتلوا كل شباب المقاومة والأطباء بالمستشفى وزاد عدد الشهداء عن 150 شهيد وأكثر من 100 جريح حولوا إلى مدينة المناقل للعلاج، عاود المتمردين الدخول للقرية بتاريخ 6/6 ورغم عدم التعرض لهم إلا إنهم قتلوا ثمانية مواطنين. تم دفن كل الشهداء بميدان المنطقة.

نزح معظم سكان القرية على القرى البعيدة خوفا من تكرار الهجوم عليهم القرية، وقد إتجه اكثرهم إلى منطقة القرشي. 

ردود الأفعال الداخلية:

مليشيا الدعم السريع المتمردة:

بررت مليشيا الدعم السريع المتمردة هجومها على المواطنين في قرية (ود النورة) بالإدعاء بأن كتائب المجاهدين ومن أسمتهم (مليشيا البرهان) قد حشدت قوات كبيرة في ثلاثة معسكرات غرب وجنوب وشمال (القرية) للهجوم على قوات التمرد في جبل أولياء. إن الهجوم الذي شنته كان في تمام الساعة الخامسة صباح الأربعاء على معسكرات تضم قوات من الجيش، جهاز المخابرات، كتيبة (الزبير بن العوام) التابعة للإسلاميين إلى جانب مستنفرين.

قال المستشار السياسي لقائد التمرد يوسف عزت، إن هذه الحرب كلما إستمرت ستفقد مبرراتها السياسية والأخلاقية وقرار إيقافها سيخرج أو في طريقه للخروج من يد الجميع، كما إن أستمرار الحرب لن يحقق سلطة لأي طرف عسكري أو سياسي، وأضاف أن المسؤولية الوطنية والأخلاقية تفرض عليهم تبني مبدأ وقف الحرب وإنهاء معاناة المجتمع، وهو موقف يتفق مع رؤيتهم لإنهاء كافة الحروب وتأسيس الدولة على أسس عادلة تحقق السلام للجميع.

الأحزاب والتنظيمات السياسية:

تنسيقية القوي الديمقراطية المدنية (تقدم): أدان الناطق الرسمي للتنسيقية بكري الجاك، الأنتهاكات الجسيمة التي قامت بها مليشيا الدعم السريع في حق المدنيين في قرى الجزيرة والتي قتل فيها أكثر من (100) شخص، ودعا طرفي القتال للابتعاد عن مناطق المدنيين والكف عن تجنيدهم وتسليحهم في كل مناطق القتال، جدد الدعوة إلى الوقف الفوري وغير المشروط لأطلاق النار والشروع في ترتيبات لحماية المدنيين، تبدأ بخروج قوات الطرفين من المدن والقرى والدخول في حوار للوصول إلى حل شامل ينهي الحرب.

حزب المؤتمر السودانى: أدان في بيان له المجزرة ووصفها بالجريمة البشعة وطالب بإنهاء الأنتهاكات وإيقاف الحرب عبر الطرق السلمية والتفاوضية.

حزب الأمة القومى: حمّل مليشيا الدعم السريع المتمردة المسئولية الكاملة عن المجزرة وأعتبرها جريمة حرب، وناشد المنظمات الحقوقية لادانة هذه الانتهاكات.

حزب المؤتمر الشعبى: أدانت مجموعة دكتور أمين محمود، سكوت العالم عن جرائم إبادة الجنجويد للشعب السودانى، ودعا للاستنفار والزود عن المستضعفين ومؤازرة القوات المسلحة.

التجمع الأتحادي: أدان الأعتداء مشيراً إلى إنتهاك حدود حماية المدنيين فى النزاعات، دعا إلى تشكيل لجنة مستقلة لتقصى الحقائق بواسطة مجلس الأمن والأمم المتحدة والمحاكم الإقليمية والدولية.

حركة المستقبل للإصلاح والتنمية: ذكرت أن ماحدث لمواطن قرية ود النورة أقرب للحملات الإنتقامية وأن التعريف الواضح لهذا السلوك هو الإرهاب الذى يتطلب التماسك الجماعي.

الحركة الوطنية للبناء والتنمية: قللت من عبارات الإدانة والشجب والأستنكار وقالت إنها غير كافية لوصف ما يقع من الطغاة، ودعت إلى الجهاد وحمل السلاح ووجهت رسالة إلى القوات المسلحة والقوات الأخرى والمقاومة الشعبية لحماية المدنيين.

الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب: أكد أن الشعب أستهجن تصريح المليشيا بوجود نشاط عسكري بقرية ود النورة ، قلل من بيان الناطق الرسمي للقوات المسلحة ودعوته للمجتمع الدولي لإدانة الجنجويد.

التيار الوطني: أكد أن ما حدث في قرية ود النورة جريمة حرب، وطالب القوى السياسية السودانية بعدم الأكتفاء بالإدانة بل التحرك مع المنظمات الحقوقية لمحاصرة المليشيا.

تيار نصرة الشريعة ودولة القانون: ناشد قادة القوات المسلحة بتسليح المقاومة الشعبية لنصرة المستضعفين وأعتبر التلكؤ في التسليح خيانة عظمى.

المقاومة الشعبية: قالت إن ما حدث في ود النورة، يعجل من تمكين المقاومة الشعبية وحشد الشباب لمواجهة خطر المليشيا، وأن الخيار الوحيد هو المقاومة الشعبية المسلحة والأنتفاضة، وثمنت الدور الذى تقوم به القوات المسلحة وتضحياتها وطالبتها ببذل المزيد من الجهد.

الحركة الإسلامية السودانية: دعت كل أبناء الوطن للوقوف مع القوات المسلحة، وشحذ الهمم وتمكين المقاومة الشعبية وتسليحها والضرب بيد من حديد.

الحزب الجمهوري: وصف بعض قادة الحزب ما حدث في قرية ود النورة بأنها معركة بين الدعم السريع والمقاومة الشعبية ولا علاقة لها بالمدنيين العزل ، ويتحمل تنظيم الأخوان المسلمين وزر هذا العمل الإجرامي بحجة أن قرية ود النورة هي قرية د. حامد ممتاز وهو المسئول عن التعبئة.

ردود الأفعال الخارجية:

الكيانات والمنظمات الدولية: 

الأمانة العامة للأمم المتحدة: أصدرت بتاريخ 6/6/2024م تصريحاً على لسان الناطق الرسمي ستيفان دو جاريك أدان فيه بشدة هجوم مليشيا الدعم السريع على قرية (ود النورة) الذي خلف أكثر من 100 قتيل ، أشار التصريح لمناشدة الأمين العام لكل الأطراف بالإمتناع عن الهجمات التي يمكن أن تؤثر على المدنيين و البنية التحتية، وعبر عن قلقه من معاناة السودانيين بسبب الصراع، ودعا لإسكات البنادق ، كما أكد إلتزام الأمم المتحدة للعمل مع الوسطاء الدوليين وكل الأطراف من أجل وضع نهاية للصراع.

أصدرت منسقة الشئون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة المقيمة بالسودان كلمنتين نكويتا بياناً حول مجزرة ود النورة ، بتاريخ 6/6/2024م ، ذكرت فيه إن قوات الدعم السريع أكدت علناً أن عناصرها شاركوا في العمليات البرية بتاريخ 5/6 وذكرت كلمنتين إن للحروب قواعد يجب احترامها مهما كانت الظروف " ويجب تجنب الاشتباكات المسلحة وأستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المكتظة بالسكان بأي ثمن ، لا يمكن أبداً أن يكون المدنيون هدفاً، دعت إلى إتخاذ جميع الإحتياطات الممكنة لحماية المدنيين ، بما يتماشي مع القانون الإنساني الدولي وإلتزامات منبر جدة. 

منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة: قالت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسيف كاثرين راسل، إنها شعرت بالفزع من التقارير التي تفيد بمقتل ما لا يقل عن (35) طفلاً وإصابة أكثر من (20) آخرين خلال الهجوم الذي وقع على قرية ود النورة.

المفوض السامي لحقوق الإنسان: طالب مليشيا الدعم السريع المتمردة والجهات الداعمة لها بعمل تحقيق عاجل ومستقل في الحادثة وفقًا لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، وطالب بمحاسبة المسؤولين عن القتل غير القانوني.

الإتحاد الافريقى: أدان رئيس مفوضية الأتحاد الأفريقي موسى فكي بتاريخ 7/6/2024م المذبحة وذكر أن أنه منزعج من تدهور الأوضاع في السودان التي قد تؤدي إلى مجاعة فى أجزاء مختلفة من البلاد وحض المجتمع الدولي على وضع حد نهائي للحرب، ولم يشير في إدانته لمليشيا الدعم السريع.

الجامعة العربية: أصدرت بيانا بتاريخ بتاريخ 6/6/2024م أدانت فيه مجزرة قرية ود النورة ، وأعرب الأمين العام د. أحمد أبو الغيط ، عن التعازي لأسر الشهداء ودعم الجامعة العربية للجهود المبذولة لوقف الصراع في السودان.

مركز الأهرام المصري: قالت الدكتورة أماني الطويل ، مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات السياسية الإستراتيجية، إن جريمة ود النورة لن تمر، وسيكون لها تداعيات على المعادلة السياسية الداخلية بشكل واضح وحتى على مواقف الدول.

ردود الأفعال الحكومية:

الولايات المتحدة الأمريكية: أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً بتاريخ 7/6 أدانت فيه الهجمات التي شنتها مليشيا الدعم السريع على قرية ود النورة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص وعدداً من الجرحى ، طالب البيان المليشيا المتمردة باتخاذ إجراءات فورية لوقف مثل هذه الهجمات وإظهار المساءلة السريعة التي تستهدف المسئولين عن قتل المدنيين.

طالب البيان القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع بضمان حماية المدنيين ومحاسبة أي فرد من أفرادها يكون مسؤولاً عن جرائم الحرب أو أنتهاكات لإعلان جدة ودعا إلى إستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار، والوقف الفوري للهجمات على المدنيين في جميع أنحاء السودان، وأشار البيان إلى أنه لا يمكن تحقيق أي نصر عسكري في هذه الحرب ، التي يتم قياس ضحاياها بالخسائر المأساوية في الأرواح المدنية ، نزوح الملايين من ديارهم، سوء التغذية الحاد، الإغتصاب، التعذيب والتطهير العرقي، دعا البيان إلى وضع حد فوري لعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية، والعودة إلى الحكم المدني.

وزارة الخارجية البريطانية: طالب ديفيد كاميرون في تغريدة عبر منصة (أكس) قوات الدعم السريع بضرورة التوقف عن الهجمات التي تنفذها وأفاد بوجود تقارير وصفها بالمروعة عن هجوم قوات الدعم السريع على الأبرياء في قرية ود النورة.

مجلس النواب الأمريكي: ذكرت سارة جاكوبس عضو مجلس النواب الأمريكي إن أسرع الطرق لأنهاء الحرب في السودان وإنهاء المعاناة التي طالت الشعب السوداني، هو إقناع دولة الأمارات العربية بالتوقف عن دعم قوات الدعم السريع ، وأن الولايات المتحدة تحتاج إلى أستخدام نفوذها لأ نجاز ذلك.

المبعوث الشخصي للأمين العام رمضان العمامرة: أكد مواصلة جهوده الرامية لإحلال السلام في السودان، مشيراً إلى دعم الأمم المتحدة لجهود الوساطة الدولية.

عكس التصريح الصحفي للناطق الرسمي بأسم الأمين العام للأمم المتحدة وبيان وزارة الخارجية الأمريكية، إدانة واضحة لمليشا الدعم السريع المتمردة ، بينما أكتفى كل من الأتحاد الأفريقي والجامعة العربية بإدانة المجزرة .