ديوان "قصَّتي سأرويها شعراً" للشاعرة العُمانية عائشة بنت الفزارية هو ديوان شعر للنشء، ويحتوي عدداً من القصائد القصص التي تهدف إلى تهذيب النفس وتربيتها على الفضائل.
يأتي الكتاب الصادر حديثاً عن "الآن ناشرون وموزعون" في 52 صفحة، وتتحدث الفزارية فيه على لسان شخصيات النصوص، فتبدأ أولى القصائد بعنوان "الثعلب الماكر":
قالوا لنا فيما مضـى
ديكٌ تولَّى مُعرِضَا
لمَّا أتاهُ الماكِرُ
أغراهُ منه الظاهِرُ
قد جاءَ يسعى ناصحَا
عن وُدِّه قد أفصحَا
من فجوةٍ في السُّورِ
قد فاز بالعبورِ
وتهدف القصيدة إلى نصح الإنسان أن يبتعد عن الماكرين ولا ينخدع بالظاهر.
وفي قصيدة أخرى بعنوان "التَّقليدُ الأعمى" تهدف الشاعرة إلى ترسيخ مفهوم الرفق بالحيوان من خلال تسلسل الأحداث عبر أبيات القصيدة، فتقول عائشة الفزارية:
ماذا جرى يا سامي
وما اقترفتَ من آثامِ؟
أفصِح وبِالتَّمامِ
أنصت وباهتِمامِ.
لي صُحبةٌ أشـرارُ
في خفيةٍ قد ساروا
حتَّى بدا الحِمارُ
مِنْ حولِهِ استداروا
وفي قصيدة "سعد في ورطة" على الرغم من عدد الأبيات القليل فإن أبيات القصيدة تحمل حٍكماً بين كلماتها، إذ تقول الفزارية:
بعد دقائقَ قَدْ دوَّى
صوتُ النجدةِ في الأرجاءْ
سقطَ الحائِطُ مُنهاراً
فانتشلوهُ بعدَ عناءْ
من يسلُكْ دربَ الأخطارْ
كالماشـي وسْطَ الظلماءْ
يبكي سعدٌ في وجَلٍ
ليس يُفيدُ اليومَ بُكاءْ
ومن العناوين المستوحاة من القرآن الكريم عنوان قصيدة "جزاء الإحسان"، وكما يبدو من العنوان فإنها قصيدة تحكي عن الإحسان في البدء ورد الإحسان في الختام، وتقول فيها عائشة الفزارية:
قال الكبشُ: أتذكُرُني
لما احتجتُكَ ذات مساءْ؟
كُنتَ مُعيني في صِغَري
لم تترُكني للأعداءْ
مهلاً مهلاً يا هذا
صـرتَ كبيراً في الأحياءْ!
كُنتَ صغيراً لا تدري
شـراً تُخفيهِ الصَّحراءْ
امكُثْ عِندي كي تلقى
بعد صنيعِكَ خيرَ جَزاءْ
وفي قصيدة "عاقبة الطمع" تبرز الكاتبة عاقبة الطمع وكيف تسبب في أن اصطاد الصياد سمكة القرش، تقول الفزارية:
لاح قرش من بعيد
يطلب الصيد الفريد
سرب أسماك بدا
نحوه اجتاز المدى
قال يحدوه الأملْ
سرْ تقدم يا بطل
حان إيجادُ الطعام
أيُّها القرشُ الهُمامْ
يُذكر أن عائشة بنت حسن الفزارية خريجة جامعة السلطان قابوس ليسانس آداب، دبلوم تأهيل تربوي، دبلوم إشراف تربوي، وهي عضوة جمعية الكتاب والأدباء العمانيين، وعضوة مجلس صحم الشعري.
لها العديد من المساهمات والمشاركات الشعرية في البرامج والمجلات والكتب مثل: برنامج "وهج القوافي"، برنامج "خريف صلالة"، برنامج "فلسطين في وجدان الشاعر العربي"، كتابة الأناشيد والقصص الشعبية لمجلة "الشرطي الصغير"، كتاب "ترانيم من الشعر الشعبي النسائي العماني"، موسوعة "الشاعرات العربيات"، ديوان "ريان طفل العالم"، وموسوعة "خمسون عاما من الشعر العماني الفصيح في ظل السلطان قابوس" (الوسام الأدبي).
صدر لها ديوان "من أقطار الشعر"، ديوان "وفتح قريب".. مناصرة للقضية الفلسطينية، "قصائد في رحاب فاطمة بوهراكه".