نظمت جمعية اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين بالتعاون مع إدارة مهرجان جرش للثقافة والفنون، ندوة مساء أمس الأحد، بدائرة المكتبة الوطنية ، بعنوان "اكتشافات أثرية وتاريخية أردنية..المغطس نموذجا".
وشارك في الندوة التي جاءت ضمن البرنامج الثقافي للدورة الـ38 من المهرجان، وأدارتها عضو اتحاد الكتاب فاتن أبو شرخ؛ الباحثون الدكتور محمد وهيب، والمهندس عماد محمود، والأب الدكتور بسام شحاتيت، وإيمان صفوري.
وقال شحاتيت إن الأردن شهد تعاقبا لحضارات وأمم متعددة، كالحضارة الرومانية والنبطية والبيزنطية والمسيحية العربية والإسلامية، مشيرا إلى أهمية الأردن وثرائه بالمواقع التاريخية والسياحية الدينية المسيحية، حيث زاره 4 من رؤساء الكنيسة الكاثوليكية، بدءاً من البابا بولس السادس، مرورا بيوحنا بولس الثاني، وبندكتس، والبابا فرنسيس، الذين زاروا المغطس وجبل نيبو اللذين يعتبران من مواقع الحج المسيحي الخمسة في الأردن.
وتطرق في حديثه خلال الندوة إلى موقع المغطس (مكان عماد السيد المسيح) الذي يبعد عن عمان 45 كيلومترا، لافتا إلى دلائل من الكتاب المقدس في رواية عماد السيد المسيح على يد النبي يوحنا المعمدان، وأقوال الرحالة المؤرخين الذين مروا في المكان من خلال مذكراتهم.
بدوره، تحدث محمود عن الآثار الإسلامية في الأردن، واستعرض التحولات الثقافية والحضارية التي شهدها الأردن خلال الفتوحات الإسلامية.
وأشار إلى قصر عمرة الأموي في منطقة الأزرق، الذي يعتبر من أقدم وأفضل النماذج التي تمثل العمارة الأموية، وصمم بجدران متينة ليكون مركزا إداريا وسكنيا، وزين بزخارف تعكس براعة الحرفيين في تلك الفترة.
ولفت إلى قلعة عجلون التي بناها القائد عز الدين أحد قادة صلاح الدين الأيوبي لحماية المنطقة، وقلعة الكرك، وقصر المشتكى، وقصر الصالحية، وغيرها من المعالم الإسلامية، علاوة على أضرحة الصحابة التي تعد من أبرز المعالم الإسلامية في مؤتة والمزار والشونة ووادي الريان والأغوار والطفيلة وغيرها من الأضرحة التي تمثل شاهدا على حقبة التاريخ الإسلامي.
فيما تحدثت صفوري عن منطقة أم الجمال التي وصفتها بأنها كنز من كنوز البادية الشمالية الشرقية، مشيرة إلى إدراجها يوم الجمعة الماضي على لائحة التراث العالمي لليونسكو.
وقالت إن أم الجمال موغلة في عمقها التاريخي، ومرت عليها عصور مختلفة منها النبطي والبيزنطي والمرحلة الإسلامية المبكرة، والتي شيدت من مواد ذات أساس بركاني ومنها حجر البازلت والسكوريا، إضافة إلى المواد الإسمنتية ذات الأساس الجيري.
وأشارت إلى أن المنطقة شهدت في العصر الأموي نموا وتطورا، وإنشاء هياكل عسكرية ومدنية ودينية في القرن الرابع الميلادي، موضحة أن المنطقة كانت مركزا للسفر والضيافة لأكثر من 1700عام، وأن تصميمها المعماري يشير إلى نشاط نابض بالحياة ونسيج تاريخي غني بالحضارة.
بدوره أكد وهيب، أهمية الإرث الحضاري في الأردن منذ تأسيس المملكة عام 1921، والإنجازات التي تحققت من خلال العديد من الاكتشافات الأثرية والمسوحات الميدانية والدراسات وأعمال التطوير السياحي وخاصة الاكتشافات الأثرية الجديدة، وتطرق إلى أهمية ما يحظى به الأردن من مواقع أثرية تستقطب السياحة العالمية.