علي سلامه الخالدي
في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ الماضي، كانَ لمدينةِ أم الجمال شرفُ استقبالِ جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم ووليّ عهدهِ الأمينِ، حيثُ تقع في الجزءِ الشرقيِّ من الباديةِ الشمالية، التي تتميز باتساع الرقعة الجغرافية، وتعدد مواردها الإقتصادية، وانتشار تجمعاتها السكانية، وتحظى أيضاً بوجود شجرة الرسول صلى الله عليه وسلم في البقيعاوية جنوب الصفاوي، بالإضافة إلى قصر برقع الأثريّ، وآثار مدينة أم الجمال التاريخيّة جوهرة البادية.
مدينة أم الجمال الأثرية، سُميت بهذا الاسم بسبب كَثرة استخدام الجِمالِ كوسيلة نقلٍ للقوافل التجارية سابقاً، كما ويُطلق عليها اسم "الواحة السوداء" نسبةً إلى الحجارة البركانية المكونة لبنائها، كانت قديماً محطةً تجاريةً هامةً على الطرق القادمة من البتراء، باتجاه بُصرى الشام، وهي محطة أيضاً للقوافلِ القادمةِ من مكةَ المكرمة في رحلة الصيف حيثُ بلاد الشام، مُحاطةً بمجموعةٍ من الأودية، وادي اللص من الشمال، ووادي الزعتري من الغرب، مما أدّى إلى استثمار هذه الميزة لإنشاء نظامٍ مائيٍّ مميّز، عبر قنواتٍ مسقوفةٍ بألواحٍ حَجَريَّة، تؤدّي إلى البركِ والخزاناتِ داخلِ المدينة.
تُجسّدُ مدينة أم الجمال، عراقةَ الحضاراتِ عبرَ التاريخ، بدءاً من الأنباطِ الذين بنوها ومروراً بالإغريقِ ثم البيزنطيينَ ثم الرومانيينَ وانتهاءً بالعصرِ الإسلاميّ، إدراجُها على قائمةِ التراثِ العالميّ يُعتبرٌ إنجازاً أردنياً تاريخياً خالداً في عهد جلالة الملك ووليّ عهده الأمين، تُضافُ إلى الإنجازات السابقة، وتُعززُ رمزيةَ الثراءِ الثقافيّ العالميّ، وتعكسُ التنوّع الحضاريّ وإبداع الأمم السابقة التي عاشت عبر التاريخ على هذا التراب الطهور.
هذا الاعتراف العالميّ بمدينة أم الجمال الأثرية، يرفعُ من قيمة المدينة، يُساعد على جذب السياحةِ والاستمثارِ في مجالاتِ السياحةِ والصناعةِ والزراعةِ ومشاريعِ الطاقةِ المتجددةِ والخاماتِ المعدنية، ويُعتبرُ تتويجاً لجهودٍ مُضنيةٍ لمؤسساتِ الدولةِ الوطنيةِ المُمَثلةِ بوزارةِ السياحةِ ودائرةِ الآثارِ العامةِ و بلدية أم الجمال برئيسِها الكُفُؤ اللامع النشيط.