نيروز الإخبارية : الخاطرة من الأنواع النثرية الحديثة التي نشأت في حجر الصحافة، فالخاطرة ليست فكرة ناضجة وليدة زمن بعيد ولكنها فكرة طارئة، وليست فكرة تعرض من كل الوجوه بل هي مجرد لمحة، هي مقال قصير يخلو من كثرة التفصيلات يعرض فيها الكاتب فكرة حول موضوع ما، ذاتياً أو موضوعياً، هي احد نشاطات اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين في مهرجان جرش 2024، تلك التي شهدتها أروقة المكتبة الوطنية، شارك فيها العنصر النسائي من عضوات الاتحاد وهن؛ منال الشروف، أمل الخواجه، شريفة الشواورة، وخولة الحريرات، فيما أدار مفردات الأمسية نائب رئيس الاتحاد وائل عبدربه.
إستهلت الأمسية الأديبة منال الشروف بخواطر رسام بدون الوان، وصرخات من غزة والتي قرأت منها؛ صرخة طفلة أصابت القلوب، أين أبي، أين أمي، أين أخي، ما هذا الركام؟، والماء الأحمر المسكوب؟ هل غادروا الحقل؟ هل ذهبو ليشتروا لنا خبزا؟ فلم أجد منهم أي مكتوب!، قالوا لها والدمع في العيون سيرجعون ذات صباح، ذهبوا للبحث عن الربيع، أي ألم أقوى من الجميع، طفولة تبكي غربة الأبوين.
ومن حكايا الغياب، قرأت أمل خواجة، أيها الغياب صبرا، لك أكتب، اعزف لحن الحرف، أرمم نبض الحنين، أتأمل البعيد البعيد، ما بين شروق وغروب، أمشي تائهة، خطواتي مثقلة، أخشى التوغل في المسافات، لإختراق عمق السحاب، سحب تعانق كتف السماء.
ثم تجلت خولة الحريرات في خواطر وجدانية، قرأت من "أنت الجسد"، إجتزت بعد صمتك صمتي، وأعترفت لك بكينونتي، ذلك لم يكن سوى انك تملكتني، فأعترفت لك بما نبض به قلبي، فلا تلم شوقي، إذا صرخ بأعلى صوته أينك؟ فأنا مازلت عند منتصف كل ليلة أترك جسدي ملقى فوق سريري لأبحث عنك، هذا النبض يقتلني كلما تعمدت الغياب، فيا أيها التائه عد إلى احضاني، لانك الجسد وانا الروح.
من خاطرة وطني، وأمي، قرأت شريفة الشواورة، ونازح انا، التي قالت فيها؛ كان لي بيت وكان لي وطن، حلمنا بالحرية، عانقنا القلم، وبين حلم وحقيقة وجدنا أنفسنا نعاني الظلم، نعيش الغربة وغدر الزمن، تكالبت علينا الاقوام وعارضتنا الأمم، كبلتنا الاغلال بعد ما كنا في قمة الهرم، انا فلسطيني، انا سوري، انا ليبي، انا عراقي وانا اليمن، هنا تسكن الآلام، هنا ضاعت الحقوق، وضاعت الأحلام، انتحرت القيم، لكن يد الله أقوى، وروح التضحية في القمم.
وفي ختام الخاطرة قدم رئيس الاتحاد عليان العدوان الشهادات التقديرية للمشاركات في فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الحالية.