عاش الانسان البدائي وهو يمتحن الطبيعة ويستمد منه تعلم اسلوب حياته من خلال التجربة التي لا يعرف نتائجها .. شعر بالجوع اكل من لحوم صيده ثم قادته عملية الصيد الى اكتشاف النار وصنع الاواني من الفخار ، وبحبة قمح سقطت على الارض كانت بذرة لحياة كاملة من عملية الزراعة والاستقرار وبناء المدن .. ثم تأمله للنجوم والكواكب وهي قوى خارقة بالنسبة له قام وعبادتها وجعل من الآلهة مصدر الهام في خياله وقدم انواع القرابين لها كما في عقيدة " عروس النيل" أو الاسطورة عشتار في بابل التي اصل حكايتها زواج الالهة واخفاء عشتار في المزارع وانها كبرت عندما كانت تطعهما الحمائم الحليب والجبن التي تسرقها من المزارعين وحين ماتت شيعتها الحمائم .. هذه العقيدة الدينية التي نشأت على التصورات قصيرة البيان كانت هذه الحقب الزمنية مادة للشعوب والامم بتأليف انواع من القصص وسردها ومنها نحن العرب .
حيث اخذت انواعاً من القصص التاريخية وسير الرجال الافذاذ أو اخذت من قصص الخيال من الحيوانات ابطالا لها مثل كليلة ودمنة أو رحلات السندباد وغيرها
كانت الامهات او الجدة تسرد لنا قصة " السعلوة وكيف تظهر في اي مكان لتزرع فينا الخوف ونحن في ساعات النوم أو تخبرنا عن الجنية التي تسكن فوق شجرة الزيتون وقت الغروب لكي لا نخرج ليلا ، او تروي حكاية التفاحة الذهبية لحثنا على السعي وعدم التكاسل في اداء الواجب ، محصلة كل هذه القصص الشعبية موروث ذات اهداف متنوعة تحول خيال الاطفال من الفهم المجرد الى واقع وتفتح آفاقه وتغير من اساليب سلوكه ..
كم قلدنا شخصيات وتقمصنا هذه الشخصيات وصنعنا ما يصنعون لكي نشعر بالفخر ..على قدر ادراكنا فترة الطفولة
كانت المجالس العربية ، والعرب لهم تاريخ كبير في القصص منذ الجاهلية وحتى بعد الاسلام مجالس في رواية القصص الكثير من العِبر والكثير من تغيير رؤية المرء حول طبيع الحياة التي عاشها اجدادهم وانجازاتهم وارثهم الكبير في الكرم مثل قصة حاتم الطائي وفي الشجاعة مثل عنترة العبسي ، والقادة الابطال في غزوات الرسالة الاسلامية السامية حيث اصبحوا رموزا لا ننساهم مثل خالد بن الوليد واخرون ..
القصة اسلوب للبناء الفكري والشخصي وبناء القدرات ونفخ روح الإبداع والابتكار في نفس النشيء الجديد الذي لا يمكنن تركع مع اجهزة التواصل الاجتماعي دون رقابة ليستخلص لنفسه في خياله الخصب اشياء تتنافى مع توجهه الانساني البعيد عن مواطن الانحراف والافكار الغربية التي تعمل على انهاء وتمييع مفهوم الأسرة بشكل خبيث وبطرق التكنولوجيا التي طورتها للقضاء على ارادة الشعوب وخصوصياتها الوطنية .