أشهرت وزارة الثقافة كتاب "أكلات جدّاتنا التراثيّة" للناشطة في التراث فريال الكوفحي، والذي طبعته الوزارة ضمن إصداراتها، خلال فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الأردن العالمي للطعام الذي اختتم مؤخرًا بعمّان واحتفى بثقافة المطبخ التراثي في الأردن.
وأكدت وزيرة الثقافة هيفاء النجار في حفل إشهار الكتاب أهميّة هذا الإصدار الذي يقدّم إضافة نوعية للمكتبة التراثية الأردنية والعربية والعالمية، ويعبّر بشكل لائق عن ثراء تراثنا الوطني الأردني وأصالته في مجال الإنتاج والأمن الغذائي، والذي هو جزء أساس في تمكين المجتمعات وتعزيز قدراتها على الاستقرار والانطلاق نحو آفاق جديدة من العمل والإنجاز.
وأشادت النجار، التي كتبت مقدمة الكتاب، بما يشتمل عليه هذا الجهد من مفردات توثق أنواع الطعام الإردني بوصفها جزءا من التراث المادي وغير المادي في اتصاله بالمواسم الزراعية وطقوسها والمعارف والحكايات والأغاني التي تدور حولها.
وقالت إننا في وزارة الثقافة ننظر باهتمام بالغ إلى توثيق مفردات التراث المتعلقة بالمأكولات وإنتاج الطعام، لما تمثله هذه المفردات من عناصر أساسية في التراث غير المادي، خاصة وأنها تتصل بجملة من الممارسات والطقوس وتتصل اتصالا وثيقا بالنمط الزراعي الذي يعبّر عن ارتباط الإنسان الأردني بالأرض واستثماره أدق التفاصيل وأقل الموارد، ويؤكد أيضًا عبقرية وقدرة الإنسان الأردني على التكيف والإنتاج.
ورأت النجار أنّ هذا المنتج التراثي الأصيل يجسد فاعلية المرأة الأردنية المبدعة، ومساهمتها الحقيقية في الاقتصاد المنزلي الذي يشكل حجر الأساس في الاقتصاد الوطني الشامل، لافتةً إلى أنّ الكتاب جاء ليطلّ بنا من نافذة الأمل على مشهد المرأة الأردنية الواعية للواقع والطموحة نحو المستقبل، والمعبرة دوما عن الهوية الأردنية القائمة على الأصالة والمواكبة وبشكل مستمر.
وأكدت النجار دور المؤلفة والناشطة التراثيّة فريال الكوفحي، من خلال مطبخها الإنتاجي في قرية حور بمحافظة إربد، وسعيها إلى استقطاب الإعلام المحلي والعالمي لتسليط الضوء على موقع المطبخ الأردني من العالم، فوجدت تفاعلا كبيرًا من الجميع لأصالة المنتج الذي تقدمه واعتماده على الطبيعة.
وقالت إنّ وزارة الثقافة عملت على طباعة الكتاب وفق أعلى المستويات وأفضلها وبنسخة مزدوجة (عربية إنجليزية)، ليتوج هذا الجهد في الترويج للمنتج الثقافي والصناعات الثقافية.
كما أثنت النجار على جهود المؤلفة الكوفحي، متمنيةً لها مزيدا من التميز والإبداع، ومؤكدةً دعم وزارة الثقافة بكل ما هو متاح من إمكانات لمزيد من العطاء والانجاز.
من جهتها، أعربت المؤلفة الكوفحي عن اعتزازها بدور وزارة الثقافة التي آمنت بقيمة التراث واهتمت بإصدار المؤلفات التي تصبّ في تكريس هذا التراث لدى الأجيال، بما يحفظ ذاكرتنا وهويتنا الثقافية، وقالت إنّ الكتاب جاء ليؤكد غنى تراثنا ويربط حاضرنا بماضينا، لنتوجه نحو المستقبل المشرق والمضيء على الإبداعات الأردنيّة الأصيلة والمتميزة، خصوصًا في توسيع مجال قراءة وتداول الكتاب الذي طبع بنسختين عربية وانجليزية نحو تسويق تراثنا وإبداعنا إلى العالم.