شهدت كلية في أحد الجامعات موقفًا مؤثرًا يعكس عمق العلاقة بين الأب وابنته، ويبرز قيمة التواضع والفخر العائلي. فقد قرر أحد عمال النظافة، الذي كان يحرص على تقديم أفضل خدماته في تنظيف مرافق الكلية، أن يركز عمله اليومي أمام الكلية التي تدرس بها ابنته، وهي معيدة تدرس أصعب المواد للطلبة.
وعند انتهاء يوم العمل، صادف الأب ابنته وهي تخرج من الكلية، فحاول أن يتوارى حتى لا تراه أو ترى صديقاتها وهو يقوم بعمله. ولكن، وعندما لمحت ابنته والدها، تقدمت إليه وقبلت رأسه بتقدير وحب.
طلب الأب من ابنته أن تبتعد سريعًا لتجنب تلويث ملابسها وظهور الصورة بشكل غير لائق أمام زميلاتها، إلا أن الابنة أصرت على توثيق اللحظة. قامت إحدى زميلاتها بتصويرهما ونشر الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، معبرة عن فخرها الكبير بوالدها. قالت الابنة: "هذا أبي، وأنا أفتخر به وبعمله، فهو نموذج للتفاني والإيثار".
هذا الموقف لم يقتصر على كونه لحظة عائلية عاطفية، بل سلط الضوء أيضًا على أهمية احترام كل مهنة، مهما كانت، وعلى الفخر الذي يشعر به الأفراد تجاه عائلاتهم وتفانيهم في عملهم.