العوامل المسؤولة عن عودة ظهور جدري القرود وتأثيراتها على الصحة العالمية
شاركت الدكتورة الصيدلانية الأردنية رهام غرايبة إنجازًا علميًا متميزًا بمشاركتها في إعداد ورقة بحثية شاملة نُشرت في مجلة *International Journal of Surgery*، التي تتمتع بمعامل تأثير مرتفع 15.5. سلطت الورقة الضوء على جدري القرود (Mpox) كتهديد متجدد للصحة العامة، حيث تمت دراسة اتجاهات انتشار المرض وتاريخه، الفسيولوجيا المرضية، وطرق انتقال العدوى، بالإضافة إلى تقديم توصيات مستقبلية.
اتجاهات انتشار المرض وتاريخه:
يشير البحث إلى أن جدري القرود، الذي اكتُشف لأول مرة في البشر عام 1970، كان مقصورًا في البداية على مناطق معينة في غرب ووسط إفريقيا. ومع ذلك، شهد المرض انتشارًا عالميًا في السنوات الأخيرة، حيث ظهرت حالات في أمريكا، أوروبا، وآسيا، مما يعكس تحولًا مقلقًا في انتشار الفيروس على المستوى الدولي. ويعزى هذا الانتشار إلى تزايد حركة البشر عبر الحدود، واستيراد الحيوانات البرية من إفريقيا، مما زاد من احتمالية نقل العدوى.
الفسيولوجيا المرضية:
توضح الورقة البحثية أن الفيروس يدخل الجسم من خلال الجروح الجلدية أو الأغشية المخاطية، ومن ثم ينتقل عبر الجهاز اللمفاوي، مما يؤدي إلى تضخم الغدد الليمفاوية، وهو عرض مميز لهذا المرض. يُحدث الفيروس أضرارًا واسعة النطاق على مستوى الخلايا المناعية، مما يُضعف القدرة الدفاعية للجسم ويؤدي إلى ظهور الأعراض الشديدة المصاحبة له.
طرق انتقال العدوى:
يتناول البحث أيضًا طرق انتقال العدوى، حيث يمكن أن ينتقل الفيروس من الحيوانات المصابة إلى البشر من خلال التعرض للدم، سوائل الجسم، أو الآفات الجلدية للحيوانات المصابة. كما يمكن أن ينتقل بين البشر عن طريق الاتصال المباشر مع الآفات الجلدية أو من خلال الرذاذ التنفسي. وتُعتبر المخالطة الوثيقة مع الأشخاص المصابين أو التعامل مع الحيوانات البرية المصابة من العوامل الرئيسية في انتشار الفيروس.
المظاهر السريرية للمرض:
تتجلى الأعراض السريرية لجدري القرود في ظهور حمى شديدة، صداع، آلام عضلية، تورم في الغدد الليمفاوية، وطفح جلدي يبدأ في الوجه ثم ينتشر إلى باقي أجزاء الجسم. يتطور الطفح إلى بثور مليئة بالسوائل التي تتحول لاحقًا إلى تقرحات، وقد تكون شديدة الألم ومؤلمة للغاية، مما يزيد من معاناة المصابين ويعقد عملية العلاج.
توصيات مستقبلية:
قدمت الدكتورة رهام غرايبة وزملاؤها في البحث توصيات مهمة لمواجهة جدري القرود في المستقبل. تضمنت هذه التوصيات تعزيز برامج التوعية المجتمعية حول الوقاية من الفيروس، وتشجيع حملات التطعيم خاصة في المناطق الموبوءة، إلى جانب ضرورة تطوير أبحاث تستهدف اكتشاف علاجات جديدة تعتمد على المركبات الطبيعية ذات الخصائص المضادة للفيروسات. وأكدت الورقة على أهمية التعاون الدولي لمواجهة هذا التهديد الصحي المتجدد من خلال تحسين الرقابة الوبائية وتبني استراتيجيات صحية فعالة لاحتواء الفيروس والحد من انتشاره.
بهذا البحث، أثبتت الدكتورة رهام غرايبة ريادتها في المساهمة في الأبحاث العالمية التي تستهدف حماية الصحة العامة وتعزيزها، مما يعكس التزام الباحثين الأردنيين بالمشاركة الفعالة في مواجهة التحديات الصحية العالمية.