لم تكن الحياة سهلة على فاتن الحشاش، لكنها كانت مصممة على تحقيق حلمها، رغم مسؤولياتها كأم لأربعة أطفال. قررت فاتن أن تعود إلى مقاعد الدراسة لتقديم امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي)، حيث تصادفت امتحاناتها مع امتحانات أطفالها. كانت تقوم بتدريس أبنائها طوال اليوم، ثم تبدأ دراستها الخاصة في التاسعة مساءً. وبفضل عزيمتها وإصرارها، حققت معدلًا متميزًا بلغ 86.8%.
قدمت فاتن طلبًا للالتحاق بالجامعة الأردنية، وتم قبولها في تخصص الرياضة. لكنها لم تشعر بأن هذا التخصص يتوافق مع طموحها في خدمة المجتمع وقضايا الفئات المحتاجة. حينها، بدأت في البحث عن تخصص يلبي رغبتها الحقيقية، فقررت التحول إلى تخصص العمل الاجتماعي، الذي كان يتماشى تمامًا مع اهتماماتها ورغباتها.
وعلى مدى أربع سنوات من الدراسة، واجهت فاتن التحديات بعزيمة لا تلين، وكانت دومًا تتلقى الدعم من زوجها وأسرتها. ومع انتهاء دراستها، تخرجت بترتيب الأولى على دفعتها بتقدير امتياز في تخصص العمل الاجتماعي.
فاتن الحشاش ليست مجرد قصة نجاح شخصية؛ بل هي مثال حي على أن الطموح لا يعرف عمرًا أو حدودًا. قصتها تلهم الجميع بأن السعي لتحقيق الأهداف ممكن مهما كانت الظروف، وأن الدعم الأسري والالتزام بالعزيمة يمكن أن يحول الأحلام إلى واقع.
الشكر لله أولًا وأخيرًا، ثم لأسرتها التي دعمتها، وزوجها، وأطفالها، وأصدقائها، وأساتذتها الذين ساعدوها في رحلتها التعليمية. وكما تقول فاتن: "الآن يجب أن نعلن أن الطموح ليس له عمر، وكل إنسان قادر على تحقيق هدفه مهما كانت ظروفه."