اتضح للجنة السياسية والأمنية في الحزب الديموقراطي أثناء مناقشة مكتب السياسات للشأن الخارجي أن تقارير الوزير الأول بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان لم تكن دقيقة الاستخلاص في مسألة حرب غزة، وأنها جاءت منحازة بشكل كبير لصالح الرواية الاسرائيلية، وهذا ما اثر على هاله امريكا الدولية ومكانتها الدبلوماسية وأظهرها بثوب لا يليق بها على الصعيد السياسي وعلى المستوى الإنساني، عندما وضعها بمنزلة تبين أنها ليست قادرة على وقف الحرب وأن كلام الرئيس لا يقرن بأفعال، وكما أظهرت بيت القرار الاسرائيلي اكثر قوة ونفوذ من المكتب البيضاوي في اتخاذ القرار وبيان التوجه.
وهذا ما جعل من كامالا هاريس التي أصبحت تقود الحزب الديموقراطي مع انعقاد المؤتمر بتحديد سقف زمني للانسحاب الإسرائيلي الكلي من غزة بعد مشاركتها الرئيس بايدن في المكالمة الثلاثية مع نتنياهو، وهذا ما كشف اللثام عن الخلل الواسع فى التقارير واستنتاجاتها التي راحت لمصلحة إسرائيل دون النظر لمدى تأثيرها على الهالة الأمريكية من جهة كما على مصلحة الحزب الديموقراطي الانتخابية من جهة أخرى، هو ما جعل المكتب السياسي يتخذ قرار يوصي بضرورة تحديد وقت زمني لإنهاء الحرب على غزة باعتبار غزة أراض فلسطينية، وما يدور في غزة ليس شأنا داخليا إسرائيليا كما كان متبع وذلك بعد عملية التوافق التي قامت بها قيادات الينوى حيث مكان انعقاد المؤتمر فى شيكاغو وقيادات ميتشيغان "الولاية المفصلية من الولايات المتأرجحة" صاحبه الوزن الانتخابي العربي لتحديد مسارات الحزب الانتخابية والسياسية.
وهذا ما يعني بالمحصلة أن موجبات إقصاء الوزير بلينكن الذي يهوديته طغت على أمريكيتة من المكتب السياسي باتت محتملة كما جيك سوليفان من بيت القرار الأمنى الذى ربط تل أبيب والرياض بالأمن القومي بطريقة مباشرة، الأمر الذي ينتظر أن يسقط بظلاله على مايكل كوريلا قائد القوات المركزية الوسطى حسب متابعين، كما على بيان الاستخبارات العسكرية بعدما رفض المحيط العربي الانخراط في حرب محتملة بين حزب الله واسرائيل في الجنوب اللبناني.
اذن بيت القرار الأمريكي يعيش أجواء تغيير قبل ساعات من استلام كامالا هاريس لسلطاتها الحزبية والى دخول طاقم حملتها الانتخابية إلى بيت القرار بعد قبول ترشيح تيم والز فى انتظار بطاقة الرئيسة هاريس التي ستتم في اليوم الثالث من أعمال المؤتمر، والحزب الديمقراطي يقوم بعملية تغيير ناعم تطال معظم قياداته والتى تقدر أعدادها بحوالي 3000 قيادى يتم استبدالهم فى أروقة الحزب الديمقراطي خلال الساعات القادمة قبل خطاب هاريس وقبولها بطاقة الترشح، وهذا ما يعنى ضمنيا نقل كامل للصلاحيات الى طاقم كامالا هاريس من إدارة الرئيس بايدن ابتداء من يوم غد موعد انتقال كامالا هاريس من مرشحه "حزبية" الى مرشحة "رئاسية" عند بيان انتخابها وقبولها بطاقة الترشح للرئاسة بعدما حصلت على تأييد كبير من جميع قيادات الحزب المركزية بعناوين بايدن و اوباما وكلينتون، وأصحاب الرأي الداعمين ومجموعات التأثير بعناوين أوبرا وينفري كما من قيادات الكابتول بعناوين شومر و بيلوسي وجيفرى، وهذا ما يكشف عن انتهاء مرحلة التقييم ودخول بيت القرار الأمريكي في مرحلة التغيير التي راحت تضم قيادات ديمقراطية وأخرى جمهورية، فإن صحت هذه الاستخلاصات فإن الذي كشف عن نواياه مسبقا سيكون في جملة بيان...