"لقد آن الأوان للتحرك بجدية نحو محطات رئيسة على طريق إنجاز الديمقراطية، وستمثل الانتخابات النيابية القادمة إحدى المحطات الأساسية على خارطة طريق الإصلاح السياسي."
هكذا بدأت الورقة النقاشية الاولى لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين
-حفظه الله ورعاه-، "مسيرتنا نحو بناء الديمقراطية المتجددة"
ومن خلال ما تناولته الورقة النقاشية الاولى وجب علينا المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة لما تحمل في طياتها حلول الاصلاح السياسي الحقيقي للنمو بأردن مزدهر سياسياً، وتعد الانتخابات من أبرز وسائل التعبير عن الإرادة الشعبية وتشكيل مستقبل الاردن. يواجه المجتمع الاردني تحديات متعددة وتحتاج إلى إصلاحات جذريّة، فإن المشاركة في الانتخابات المقبلة واعتناق التجارب الحزبية الجديدة سيكون لهما تأثير كبير، وذلك من خلال تشكيل الحكومات الحزبية
" الحكومات الشعبية" فمن هذا المنطلق يبدأ الأصلاح،
المشاركة في الانتخابات تتيح لنا فرصة التأثير المباشر في تشكيل السياسات العامة وتوجيه مستقبل الاردن. كل صوت له قيمة في تحديد القوانين والسياسات التي تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين.
تعتبر الانتخابات حجر الزاوية في أي نظام ديمقراطي. من خلال المشاركة، يسهم المواطنون في تعزيز الديمقراطية وضمان أن النظام السياسي يعكس إرادة الشعب.
وغياب المشاركة والعزوف عن التصويت يمكن أن يؤدي إلى هيمنة قوى معينة وتهميش أصوات أخرى، واتاحة المجال لضعفاء النفوس بالتلاعب بالشارع السياسي واستغلال حاجات الناس البسيطة واللعب بالمال السياسي وشراء الاصوات.
والدخول في التجربة الحزبية الجديدة يوفر فرصة للتعرف على أفكار ورؤى جديدة قد تكون أكثر ملاءمة لاحتياجات المجتمع الحالي. الأحزاب الجديدة يمكن أن تقدم حلولاً مبتكرة لمشاكل قديمة وتعيد إشراك الأفراد في الحياة السياسية.
ومن خلال المشاركة في الانتخابات وتقديم الدعم للأحزاب التي تتبنى مواقف جديدة، يمكن للناخبين دفع النظام السياسي نحو مزيد من الشفافية والمساءلة. هذا الأمر يساهم في الحد من الفساد وتحسين فعالية المؤسسات الحكومية.
العمل مع الأحزاب الجديدة يعزز من تأثير المجتمع المدني ويتيح للأفراد فرصة أكبر للمساهمة في رسم السياسات العامة. الأحزاب الجديدة غالبًا ما تكون أكثر انفتاحاً للاستماع إلى أصوات المواطنين وتلبية احتياجاتهم.
المشاركة في الأحزاب الجديدة يمكن أن تساعد في تغيير الصورة النمطية السائدة عن السياسة، حيث توفر بديلاً للتجارب السابقة وتقدم أفقاً جديداً لممارسة السياسية بشكل أكثر فعالية وشفافية.
إن المشاركة في الانتخابات القادمة والتفاعل مع التجارب الحزبية الجديدة ليس مجرد واجب وطني، بل هو استثمار في تحسين النظام السياسي وضمان أن يكون صوت كل فرد مسموعًا. من خلال هذه المشاركة، يمكن لكل مواطن أن يسهم في بناء مستقبل أكثر عدلاً وازدهارًا.