في عالم التربية والتعليم، يبرز اسم المرحوم عبد الحافظ جاسر القطيشات كرمز من رموز الرعيل الأول الذين أسهموا بشكل بارز في تطوير التعليم في الأردن. وُلد القطيشات في مدينة السلط عام 1910، في عهد الدولة العثمانية، وفقاً لشهادة ميلاده باللغة التركية. كان من زملائه في مدرسة السلط العديد من الشخصيات البارزة مثل خليل الساكت وفرحان الشبيلات وحابس المجالي.
بدأت مسيرته التعليمية في عام 1930 عندما تم تعيينه في مدرسة أم جوزة، حيث كان يحمل مسمى "معلم أول". وقع على كتاب تعيينه توفيق أبو الهدى، رئيس الوزراء في ذلك الوقت. وقد عمل القطيشات في عدة مدارس أسهم من خلالها في تأسيس وتطوير التعليم، منها مدرسة صويلح (1934-1935)، ومدرسة عمان الصناعية (1931-1938)، والمدرسة العسبلية (1938-1940)، ومدرسة الملك حسين في جبل عمان عام 1952.
خلال فترة عمله، قام بتدريس عدد من الشخصيات المؤثرة مثل أحمد اللوزي، يوسف العظم، سليمان عرار، أحمد العقايلة، محمد نوري شفيق، وزهير أبو الراغب. وقد حصل على وسام الاستقلال تكريماً لجهوده في مجال التعليم، وتم إطلاق اسمه على أحد شوارع عمان الغربية تخليداً لذكراه.
تحدثنا مع السيد ربيع عبد الحافظ جاسر القطيشات، ابن المرحوم عبد الحافظ، الذي وُلد في عمان عام 1959. عمل ربيع لفترة طويلة في القطاع الخاص في أحد البنوك، ثم انتقل للعمل في جامعة البلقاء التطبيقية. بعد تقاعده، أصبح مختاراً في حي الفضيلة بمنطقة صويلح، وهو ناشط اجتماعي يعمل على إصلاح ذات البين.
يروي ربيع عن والده أنه كان له بصمات واضحة في تطوير التعليم في الأردن من خلال عمله في مدارس عمان. لقد كان التربوي عبد الحافظ جاسر القطيشات مثالاً للتفاني والإخلاص في خدمة الوطن، وساهم بشكل كبير في تأسيس المدارس وتطوير النظام التعليمي في البلاد.
تظل ذكراه خالدة في الأذهان، ويعد من أبرز الرواد الذين وضعوا اللبنات الأولى للتعليم في الأردن.