قال السفير السوداني في عمان حسن سوار الذهب، إن القتال في السودان، سببه الرئيس الانقلاب الفاشل الذي ارتكبته قوات التدخل السريع، وأن حكومة بلاده تعمل على تحقيق التوافق الوطني وتعزيز العدالة والمساواة بين الجميع.
وأشاد سوار الذهب خلال زيارته الأسبوع الماضي لـ"الغد" ولقائه رئيس التحرير المسؤول الزميل مكرم الطراونة، بجهود الأردن في دعم واستقرار ووحدة السودان، ومساعدته في التغلب على ما يواجهه من تحديات، مؤكدا عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، مثمنا المواقف الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الداعمة للسودان ووحدة أراضيه، والدور الكبير للأردن بقيادة جلالة الملك، لجهة تحقيق السلام في المنطقة، وعودة الأمن والاستقرار إليها.
وأشاد سوار الذهب بالمؤسسة العسكرية السودانية التي وصفها بمؤسسة ديمقراطية، تسعى لاستقرار أمن مواطنيها والنهوض بتنمية البلاد، والحفاظ على خيراتها، والتصدي لأي تدخل خارجي، مجددا موقف بلاده من المشاركة في محادثات جنيف التي ترعاها الوساطة السعودية- الأميركية، وقال "تمسكنا بموقفنا المبدئي، وهو عدم حضور مفاوضات جنيف إلا في حال تنفيذ مقررات جدة".
وأضاف "من يريد إيقاف الحرب عليه الحديث مع المتمردين الذين يهاجمون المدنيين في مناطقهم، فالانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات الدعم السريع بحق السودانيين غير مسبوقة في كل حروب العالم"، مؤكدا أن موقف حكومة بلاده من أي مفاوضات معلوم عبر الرؤية التي قدمتها للوسطاء، بحسب بيان صادر عن مجلس السيادة.
وبعد نحو 3 أسابيع من اندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع في الخرطوم منتصف نيسان (إبريل) العام الماضي، نجحت الوساطة السعودية الأميركية بعقد مفاوضات بين الجانبين في جدة، تمخض عنها التوقيع في 11 أيار (مايو) العام الماضي، "إعلان جدة"، الذي نص على حماية المدنيين ومرورهم الآمن لمغادرة مناطق الأعمال العدائية الفعلية على أساس طوعي في الاتجاه الذي يختارونه، وتيسير العمل الإنساني، والتمييز بين المدنيين والمقاتلين، والأعيان المدنية والأهداف العسكرية، والامتناع عن أي هجوم يتوقع تسببه بأضرار مدنية عرضية، واتخاذ الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، وعدم استخدام المدنيين كدروع بشرية، والسماح لهم بمغادرة مناطق القتال وأي مناطق محاصرة طوعا وبأمان.
وأبدى السفير، أمله بعودة أوضاع السودان للاستقرار، واستكمال نهج التوافقات السياسية بين الأطياف كافة، مستعرضاً الوضع الميداني وشروط إنهاء الصراع بالنسبة للجيش السوداني الذي يقوده عبد الفتاح البرهان، في ظل إطلاق عدة مبادرات ووساطات للحوار، من بينها المبادرة الأميركية السعودية واجتماعات جيبوتي في إطار منظمة "إيغاد" وغيرها.