تشكل الوعي الإسرائيلي من خلال حروب إسرائيل السابقة مع العرب . وما شكلته تلك الانتصارات الخاطفة في ظل إعلام إسرائيلي وغربي وفشل الإعلام العربي وذلك الترابط العضوي بين الغرب ومنتجهم الاستعماري الهجين . فجاء وعيا في أكثره زائفا إلى أن وصلنا لمعركة الطوفان ؛ التي كشفت حقائق جديدة ،إلا أنه ومع ذلك ، وفي ظل محيط عربي مهزوم ، وتوفر احتياجات أصحاب هذا الوعي المزيف في إسرائيل ، وتوفر الأمن النسبي جعل المواطن الإسرائيلي لا يعيش الواقع الفعلي والتصور الاستراتيجي المستقبلي . وان ما يفعله نتنياهو وحكومته المتطرفة بشهادة العالم ليس خطرا محدودا وإنما خطر وجودي مكتمل الأركان .
وفي تصوري أن ما سيقلب الموازين دخول الضفة إلى حلبة الصراع ؛ والذي سيقلبها رأسا على عقب ، عند دخول مليون وسبعمائه وخمسون الف فلسطيني من ال ٤٨ بعد أن يستثاروا ويشعروا بخطر التهديد الوجودي لهم وهم يرون إبادة إخوانهم في غزة والضفة وتهجيرهم . أضف إلى ذلك انقلاب من ينتظرون تغير الموازين ؛ ليصطفوا بحق وحقيقة . عند هذه اللحظة ستسد الطرق ، وسيصعب على الجميع التراجع . وعلى عقلاء بني إسرائيل وحلفائهم أن يعوا أن لا مستقبل لإسرائيل في جزيرة تحيط بها أمواج الحقد والكره . ولا سلام مع كل هذا الإرث المجنون من جرائم يندى لها جبين الإنسانية.