تنطلق في 11 سبتمبر الجاري، احتفالات السفارة الهندية بالقاهرة ومركز مولانا ازاد الثقافي الهندي، بمرور 75 عامًا على استقلال الهند، والعلاقات الدبلوماسية المصرية الهندية، في مدينة «هوليود شرم الشيخ»، وتحمل عنوان «بالييود في هوليود»، والتي تستمر حتى 15 سبتمبر تحت رعاية اللواء خالد مبارك محافظ جنوب سيناء، بحضور ومشاركة السفير الهندي بالقاهرة أجيت جوبتيه، وعدد من المسؤولين والدبلوماسيين والشخصيات العامة.
قال اللواء خالد مبارك محافظ جنوب سيناء، إن مصر والهند من أقدم الحضارات فى العالم، وتتمتعان باتصالات وثيقة وعلاقات تاريخية منذ قرون مضت، إذ تشير مراسيم الإمبراطور أشوكا فى الهند إلى علاقته بمصر فى عهد بطليموس الثانى، وفى العصر الحديث، كان المهاتما غاندى وسعد زغلول يؤمنان بأهداف مشتركة بشأن استقلال بلديهما، كما كان هناك علاقة صداقة وثيقة واستثنائية بين الرئيس عبد الناصر ورئيس الوزراء نهرو، مما أدى إلى توقيع معاهدة صداقة بين البلدين فى عام 1955 وتأسيس حركة عدم الانحياز، وأعطت زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسى للهند فى أكتوبر 2015 وفى سبتمبر 2016 مزيدًا من الزخم لعلاقات الأخوة والود بين البلدين .
وأضاف في تصريحات صحفية، أن مصر تعتبر البوابة الطبيعية للهند إلى إفريقيا والشرق الأوسط، إذ يستخدم العديد من المستثمرين الهنود مصر كمركز للتوزيع في تلك المناطق، كما تتعاون الحكومتان في مجالات التجارة والاستثمار، ويعمل الجانب الهندي على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع مصر من خلال توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في العديد من المجالات.
وأوضح «مبارك» أن تطور العلاقات المصرية الهندية، انعكس في رفع قيمة التبادل التجارى بين البلدين، حيث تخطى 6 مليارات دولار وتسعى مصر والهند لرفع مستوى التبادل التجارى لـ12 مليار دولار خلال الأعوام الخمسة المقبلة، كما أن حجم الاستثمارات الهندية في مصر، تزايدت منذ عام 2014، نتيجة تقديم الدولة المصرية للمزيد من حوافز الاستثمار لكل الشركات الأجنبية العاملة فيها، وبلغ عدد الشركات الهندية العاملة في مصر 50 شركة، تعمل في العديد من القطاعات الاقتصادية .
من جانبه أكد السفير الهندي بالقاهرة أجيت جوبتيه، أن الهند ومصر يجمعهما تفاهما سياسيا وثيقا، يقوم على تاريخ طويل من التفاعل والتعاون الوثيق حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتعد مصر أحد أهم شركاء التجارة التقليديين للهند في قارة أفريقيا، حيث ارتفع معدل نمو التجارة الثنائية بين البلدين أكثر من 5 مرات على مدى السنوات العشر الماضية.
وأضاف أن هناك العديد من الشركات الهندية التي ترغب في الاستثمار بمصر، في مجال الاستثمارات الخضراء، وإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، كما أبدت العديد من الشركات الهندية المتخصصة بمجال البنية التحتية رغبتها في الاستثمار بمصر، مشيرًا إلى أن مصر والهند عضوين في عدد من المنظمات الاقتصادية الإقليمية والدولية، مثل منظمة التجارة العالمية، واتفاقية التجارة الحرة لمنطقة جنوب آسيا، والاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي، وتعمل الحكومتان على تشجيع التعاون والتبادل التجاري والاستثماري بين البلدين من خلال هذه المنظمات.
وفي سياق متصل أعرب الخبير السياحي وعضو مجلس النواب السابق محمد المسعود، عن سعادته باستضافة «هوليود شرم الشيخ» لهذه الاحتفالية الهامة، التي تعكس الروابط الوثيقة والأخوية بين بلدين كبيرين يجمعهما حضارة عريقة وتاريخ طويل من التعاون، بلغ ذروته بتوقيع الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، على الإعلان المشترك لرفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في يونيو من العام الماضي .
وأضاف أن هناك رغبة كبيرة من البلدين في بلورة مشهد جديد يدفع إلى آفاق أرحب في العلاقات والعمل على تعظيم المصالح المتبادلة بما يخدم الشعبين، ورفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية يعكس التأكيد على توافر الإرادة المتبادلة بين البلدين الصديقين للارتقاء بالعلاقات الثنائية نظرا لما يمثله البلدان من ثقل إقليمي خاص كل في منطقته، ومن خلال التطلعات والتحديات المشتركة التي يواجهها البلدين .
وفي ذات السياق، أكد عصام محي الدين، المشرف العام علي الاحتفالية، أنها تأتي تتويجًا للتعاون بين الدولتين الكبيرتين، خاصة بعد ما شهدته العلاقات المصرية الهندية من تطور كبير خلال الفترة الماضية على كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية، مشيراً إلى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للهند في يناير٢٠٢٣ ، بدعوة من رئيس الوزراء الهندي كضيف شرف احتفالات جمهورية الهند بعيدها الجمهوري، وهو أول رئيس عربي أفريقي يتم دعوته لحضور هذه الاحتفالات، كما زار رئيس وزراء الهندي مصر في يونيو ٢٠٢٣، حيث قلده الرئيس السيسي قلادة النيل وهي الوسام المصري الأرفع على الإطلاق، وكل ذلك دلالات على العلاقة المصرية القوية مع الهند .