أعلن وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز أن الحصار الاقتصادي الجائر الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا منذ أكثر من ستة عقود تسبب بخسائر تقدر بأكثر من 5 مليارات دولار خلال الفترة الممتدة من آذار من العام الماضي ولغاية شباط الماضي فقط.
وقدم رودريغيز في مؤتمر صحفي في العاصمة الكوبية هافانا تقريراً سنوياً حول آثار الحصار الأمريكي قال فيه: إنه ولأهمية قطاع السياحة باعتباره الشريان الحيوي للاقتصاد الكوبي فرضت الإدارات الأمريكية المتعاقبة وبشكلٍ منظم عقوبات وتدابير مجحفة استهدفت السياحة الكوبية، بدءاً من منع المواطنين الأمريكيين من السفر إليها، وفرض سمات دخول إلى الأراضي الأمريكية للمواطنين الأوروبيين الذين سبق وزاروا كوبا، إلى فرض العقوبات وتهديد الشركات الأجنبية ورجال الأعمال الذين يقومون باستثمارات حيوية واستراتيجية في القطاع السياحي الكوبي.
وأضاف رودريغيز: إن الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها واشنطن تهدف إلى عزل القطاع العام الكوبي عن القطاع الخاص، وهذا أمر مرفوض حيث لا يمكن في أي دولة كانت للقطاع الخاص العمل بمفرده دون التنسيق مع الجهات الحكومية المعنية.
وأكد أن العقبة الرئيسة أمام عملية النهوض بالاقتصاد تتمثل في الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الأمريكي، وإذا ما تمَّ رفعه ستتمكن الحكومة الكوبية على سبيل المثال وخلال شهر من حل مشاكل الاحتياجات الدوائية التي يعاني منها القطاع الصحي، وذلك بسبب الصعوبات في تأمين المواد الأولية للحصول على الأدوية، فضلاً عن مهاجمة الولايات المتحدة للفرق الطبية الكوبية وشنها حملة أكاذيب لتشويه المعنى الإنساني لعملهم في العديد من دول العالم، كما يتم الضغط وتهديد حكومات الدول الأخرى بهدف إيقاف عمل الأطباء الكوبيين والانسحاب من الاتفاقيات الثنائية الموقَّعة مع هافانا.
وأشار وزير الخارجية الكوبي إلى أن حكومة واشنطن تفرض كذلك أقصى الضغوطات لمنع وصول المشتقات النفطية إلى كوبا، واستهداف السفن التي تنقل النفط إليها ومنع هذه السفن من دخول واستخدام الموانئ الأمريكية، ما دفع بالحكومة الكوبية لشراء المشتقات النفطية من السوق السوداء بأسعار باهظة جداً، وبالتالي فقد زادت التحديات والأعباء المالية على البلاد التي تعاني أصلاً.
وعبَّر وزير الخارجية الكوبي عن تقدير بلاده لحكومات الدول والمنظمات ومجموعات التضامن مع كوبا في العديد من دول العالم لوقوفهم إلى جانب هافانا في نضالها ضد الحصار الأمريكي والمطالبة بإلغاء الحصار وإدانته، وبإزالة اسم كوبا من القائمة الأمريكية التعسفية والمزعومة "للدول التي يفترض أنها ترعى الإرهاب” وما تشكله هذه القائمة من انتهاك واضح وصريح لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي.