تواجدت ورصدت نيروز الإخبارية بعدستها اليوم الجمعة مسجد الحسين الكبير الذي سمي نسبة للشريف الحسين بن علي مفجر الثورة العربية الكبرى والمعروف أكثر باسم المسجد الحسيني أحد أقدم المساجد في المملكة، ومن أوائل المباني التي أنشئت في عمان بعد اتخاذها عاصمة للدولة الأردنية الحديثة عام 1921، وقد أسسه الأمير عبدالله بن الحسين عام 1923.
الملامح العمرانية.
وإذ يبلغ طول المسجد الحسيني 58.5 متر وعرضه 12.5 متر، وله رواق أمامي ورواقان جانبيان وفي الوسط ساحة سماوية ومئذنتان ترتفع اليمنى 70 متراً واليسرى 35 متراً، ويقع المسجد الحسيني في وسط العاصمة عمّان في أول شارع الملك طلال والذي يخترق وسط البلد وصولا الى رأس العين حيث منبع سيل عمان الذي جف قبل زهاء نصف قرن.
والمسجد ذو فناء كبير، ومزخرف بنقوش اسلامية، وتطل عليه أهم أحياء عمان القديمة كجبل عمان وجبل الأشرفية وجبل التاج وغيرها.
الطراز المعماري للمسجد الحسيني يشابه الطرز المعمارية لمساجد عديدة في مدن أردنية وفلسطينية، فهو مبني بالكامل من الحجر، تتوسطه بركة صغيرة للوضوء تعلوها قبة ظلت خضراء لعقود قبل أن يعاد تأهيلها مؤخرا وتزخرف بآيات قرآنية.
المسجد الأموي القديم
والمسجد الحسيني مبني فوق أنقاض المسجد الأموي القديم. وبحسب المؤرخين والمواقع المتخصصة بتاريخ الأردن فقد أورد كل من الجغرافي أبو عبد الله محمد بن أحمد المقدسي في كتابه « أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم» وياقوت الحموي في كتابه « معجم البلدان»، وصفاً للمسجد الأموي القديم. ويمكن إجمال وصف المسجد الأموي القديم بأنه كان يتألف من صحن تحيط به من الجهات الثلاث سقائف محمولة على أعمدة، ثم بيت للصلاة سقفه محمول على أعمدة أيضاً؛ تتجه عمودياً نحو حائط القبلة.
وقد بني هذا المسجد بحجارة مصنعة بشكل منتظم، كما زينت الواجهة المطلة على صحن المسجد بمكعبات الفسيفساء الملونة، ويعتقد أن الشكل القديم للمسجد كان يشبه الى حد كبير الشكل والتصميم العام للمسجد الأموي في دمشق ونظيره في حلب.
ان بناء مسجد كبير وبهذا الحجم في عمان قبل 1400 سنة لهو دليل على ماوصلت اليه المدينة من أهمية في صدر الاسلام وفي زمن الدولة الأموية الذي تبعه مباشرة، وآثار الأمويين في عمان لاتقتصر على المسجد الكبير فقد اتخذوا من المدينة مقرا لضرب العمله وبنوا قصرا ضخما عام 730 ميلادي أعلى جبل القلعة المشرف على وسط المدينة والذي يضم الى جانب هذا القصر معابد يونانية ورمانية وأهمها معبد هرقل وكنائس بيزنطية وبركة ماء كبيرة يعتقد أنها تعود للعصر الأموي كذلك.
قبيل بناء المسجد الحديث صور عدد من الرحالة والمصورين الأجانب الموقع ويظهر فيه سور طويل وخرائت هي ماتبقى من المسجد الأموي القديم، وللأسف الشديد فقد جرى ازالة ذلك السور الذي كان من الممكن أن يكون شاهدا على عراقة المسجد وتاريخه الطويل، لم يقتصر الترميمم العشوائي للآثار القديمة على المسجد الأموي بل أن كثيرا من المواقع والمعالم الأثرية فقدت ملامحها وهدمت بالكامل مع بدايات النهضة العمرانية والحضارية لمدينة عمان، وشهدت باقي مدن المملكة بما تضمه من آثار وكنوز حضارية عمليات مشابهة.
المسجد الحسيني والزلزال الكبير استخدم في بناء المسجد الحسيني الكبير الخلطة الاسمنتية، والتي اقتصرت استخدامها أول الأمر في بناء المئذنة الشرقية ذات الخوذة الحجرية، والتي دمرت في زلزال 1927م، فتم استبدالها بالخوذة الخشبية.ومن الجدير بالذكر أن الأردن وفلسطين شهدتا هزة أرضية عام 1927 تركت عشرات القتلى وأدت لتضرر عشرات المباني ومن ضمنها في عمان المسجد الحسيني الكبير وعدد من منازل جبل عمان واللويبدة.
في الأربعينيات من القرن العشرين، تم توسيع صحن المسجد وأقيمت في وسطه ميضأة، كما أضيفت المئذنة الغربية بارتفاع طابقين مشابهة للمئذنة الشرقية، ولكنها ذات خوذة حجرية.أُجريت في المسجد الحسيني أعمال إصلاحات وتجديدات واسعة في العامين: 1986م، 1987م، حيث تم تنظيف واجهته وتطعيمها بمزيد من الزخارف.
الباحة الأمامية للمسجد
للمسجد باحة مبلطة كبيرة لاتقل مساحتها عن 500 متر مربع وتعتبر أحد أهم المعالم في وسط البلد، غالبا ما تجتمع فيها جنسيات مختلفة وعمال وافدون عرب وأجانب، كما يعرض فيها الباعة كتبا وتسجيلات دينية، وفي احدى زواياها سبيل ماء رباعي الأضلاع ومزخرف بالآيات القرآنية.
ترميمات جديدة
يخضع الجامع لترميمات مستمرة لكل مرافقه وساحته الخارجية، وقبل 3 سنوات نشب حريق داخل المسجد ترك الكثير من الآثار وأحرقت بعض جدرانه وزخارفه، فأمر جلالة الملك عبدالله الثاني بإعادة تأهيله بعد أن زاره في أعقاب الحريق وصلى فيه، وشدد على ضرورة ايلائه اهتماماً أكبر كونه معلما روحيا عريقا وأول مسجد في العاصمة.
وتاليًا الصور التي رصدتها نيروز الإخبارية بعدستها أثناء تواجدها في مسجد الحسين الكبير :