"ابني راشد الزيود يشيعك الاردن شهيداً في قوافل المجد من رفاق السلاح ممن صدقوا عهدهم مع الله والوطن"
هذه كانت تغريدة جلالة الملك على تويتر عندما أُعلن أستشهاد الرائد راشد حسين الزيود.
يُعد الشهيد راشد الزيود نقطة مضيئة في سماء الكرامة والشموخ، وهو رمز من رموز التضحية والفداء في الأردن.
ولد الشهيد الرائد راشد حسين الزيود في لواء الهاشمية- محافظة الزرقاء في العام 1985، وتلقى تعليمه في مدارس التربية والتعليم والثقافة العسكرية التابعة للقوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية عام 2003 التحق بالخدمة العسكرية كتلميذ مرشح في جامعة مؤتة.
درس اللغة الإنجليزية والعلوم العسكرية ليتخرج منها عام 2007 برتبة ملازم ثان، والتحق بالوحدات الميدانية، حيث عمل ضابطاً في وحدات العمليات الخاصة، وتدرج في المناصب القيادية وحسب ما تسمح به رتبته، حيث تم ترفيعه إلى رتبة ملازم/1 عام 2010 وإلى رتبة نقيب عام 2013.
في مساء يوم الثلاثاء الموافق الأول من آذار 2016، قامت القوات المسلحة بالتعامل مع مجموعة إرهابية في محافظة اربد، والتي كانت تخطط لتنفيذ أعمالٍ من شأنها المساس بالأمن الوطني، وكان الشهيد من بين القوة التي تصدت لهذه المجموعة فقضى شهيداً.
استشهاد راشد كان بمثابة تجسيد جديد لروح الكرامة التي تميز الشعب الأردني. ففي لحظة حاسمة من تاريخ الأردن، في مداهمة إربد ضد الخلية إرهابية، وقف راشد وزملاؤه بشجاعة نادرة، ليواجهوا الخطر الداهم دفاعًا عن الوطن. بتقديم روحه، أصبح رمزًا للكرامة الوطنية التي لا تتراجع أمام التحديات، وأعاد إلى الأذهان تضحيات الأجيال السابقة الذين قدموا أرواحهم في سبيل الحرية والأمن الوطني.
الشهيد راشد الزيود لم يكن مجرد جندي، بل كان مثالاً للشموخ الوطني. استشهاده لم يكن فقط لحماية الأردن من التهديدات الإرهابية، بل كان رسالة واضحة بأن الأردن سيظل واقفًا وشامخًا في وجه كل من يحاول المساس بأمنه وسيادته. شموخ الشهيد راشد يعكس شموخ كل الأردنيين الذين يضعون أمن وطنهم فوق كل اعتبار، والذين لا يترددون في الدفاع عنه بكل ما أوتوا من قوة.
ترك الشهيد راشد الزيود إرثًا عميقًا لدى الأردنيين، فهو لم يرحل وحده، بل ترك وراءه دروسًا في التضحية والوطنية والشجاعة. هذه الدروس ستظل مضيئة في ذاكرة الأردنيين للأجيال القادمة، تذكيرًا دائمًا بأن الوطن لا يُبنى إلا بتضحيات أبنائه المخلصين.
بهذا، يبقى الشهيد راشد الزيود نقطة مضيئة في سماء الأردن، مثالاً حيًا للشموخ والكرامة، وقصة من قصص التضحية التي تزيد الأردنيين إصرارًا على حماية وطنهم وصون أمنه وسلامته. وجسد راشد، من خلال استشهاده في مواجهة الإرهاب، القيم السامية التي يقوم عليها المجتمع الأردني، والمتمثلة في الإخلاص والوفاء للوطن والدفاع عن أمنه واستقراره مهما كانت التضحيات.
أن المفردات ومهما بلغت لن تمنح الشهيد وصفه الذي يستحق فقد رسم هو ورفاقه في السلاح والوطنية والتضحية حالة سامية سادت الوطن كله، فهم من رحلوا ليبقى الوطن وأهله ينعمون بالخير وراحة البال دون إن يكدر صفوهم حاقد أو صاحب فكر مظلم لا يرقبُ في مؤمن إلاً ولا ذمة.