في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة والعالم اليوم، جاء خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة ليعبر عن موقف أردني شجاع وصريح، مستندا إلى المبادئ الثابتة والعدالة الإنسانية. إن ما أثاره جلالته حول المأساة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة، هو تذكير صارخ لنا جميعاً بضرورة التحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية التي تجاوزت كل الحدود المقبولة.
لقد وضع الملك بوضوح أصبعه على جرح النظام الدولي، مبرزاً التحديات التي تواجه الأمم المتحدة في حماية حقوق الإنسان والعدالة الدولية. فالتقاعس الدولي أمام المأساة الفلسطينية يشكل، كما قال جلالته، تهديداً ليس فقط لشعوب المنطقة، بل لأمن وسلامة العالم بأسره.
إن تأكيد جلالة الملك على ضرورة إيجاد آلية لحماية الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، إلى جانب دعوته لتوحيد الجهود لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، هو نداء إنساني وأخلاقي يجب أن يلقى آذاناً صاغية من المجتمع الدولي.
وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نقف بكل تأييد ودعم لجلالة الملك في هذا الموقف الحازم. إن المصداقية والعدالة هما الأساس الذي ينبغي أن تقوم عليه العلاقات الدولية، وإذا ما فشلنا في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين اليوم، فسوف يكون لذلك عواقب وخيمة على مستقبل السلام والأمن في منطقتنا والعالم.
نحن بحاجة إلى شجاعة القرار واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء هذا الصراع، ولن ننسى أبداً أن القضية الفلسطينية هي قضية إنسانية قبل أن تكون سياسية، ولا يمكن للعالم أن يتجاهلها بعد الآن.