في تاريخ الأردن الحافل بالبطولات، يظل الشهيد منصور كريشان رمزًا مشرفًا للتضحية والنضال. كلماته الأخيرة وصموده في وجه العدو جسدت روح الجيش العربي الأردني، الذي لطالما حارب من أجل الحرية والدفاع عن الأرض. شهادته تضاف إلى قائمة من الأبطال الذين رسموا بدمائهم معالم العزة والمجد.
"مهما تبدلت الظروف والأحوال، ستبقى معارك الجيش العربي وتضحياته وأسماء الشهداء أوسمة فخر يعلقها كل مواطن أردني على صدره"، بهذه الكلمات خلد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ذكريات أولئك الأبطال، مؤكدًا على أن الشهداء هم عنوان الهوية الأردنية، والتاريخ الذي لا يمكن نسيانه.
إنها قصة الفروسية والشجاعة التي تمتد من بطولات الشهيد فراس العجلوني إلى تضحيات منصور كريشان، ومن دماء خضر شكري أبو درويش التي عطرت ثرى الجولان إلى العناد العظيم لصالح شويعر. ومن هنا، يواصل الجيش العربي الأردني إحياء تراث هؤلاء الأبطال، الذين دافعوا عن كل حبة تراب في فلسطين والأردن.
في كل معركة، كان الجيش الأردني يمثل الأمل والنصر، مسطرًا بطولات عظيمة على أسوار القدس وفي اللطرون والشيخ جراح. لقد كان هذا الجيش، ولا يزال، نبض الوطن، رمز الأمان والاستقرار، ومصدر الفخر لكل أردني.
الشهداء كريشان والسلطي والشخشير، وغيرهم الكثير، هم من كتبوا بدمائهم قصة الخلود، تلك القصة التي لا تزال تُروى في مواسم الفرح والأحزان، وهي التي تجعلنا ندرك أن الأردن الهاشمي سيبقى محروسًا بروح هذا الجيش العظيم إلى آخر الزمان.