في عام 1933، التقطت عدسة المصورين صورة نادرة للطفل البدوي عاكف بن مثقال الفايز، أحد أبناء قبيلة بني صخر الأردنية العريقة، في مشهد يعكس عمق التراث البدوي الأردني وقيمه الأصيلة. هذه الصورة، المحفوظة في أرشيف الجامعة الأمريكية في بيروت، تشكل نافذة على الماضي، حيث يظهر عاكف الفايز في هيئة تعبر عن الروح البدوية الصامدة والشجاعة التي سادت في تلك الفترة.
عاكف بن مثقال الفايز لم يكن مجرد طفل في تلك الصورة، بل هو شخصية بارزة في تاريخ الأردن الحديث. كابن للشيخ مثقال الفايز، كان عاكف جزءًا من عائلة لها ثقل اجتماعي وسياسي كبير في البادية الأردنية، حيث لعبت دورًا محوريًا في تعزيز الاستقرار وبناء الدولة الأردنية.
الصورة وتاريخ بني صخر: تمثل الصورة أكثر من مجرد لقطة تاريخية؛ إنها شهادة على تراث قبيلة بني صخر، التي اشتهرت بشجاعتها ودورها الكبير في حماية الأردن وتاريخها الطويل الممتد في المنطقة. وتعكس الصورة أيضاً الحياة في البادية الأردنية في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث كانت القبائل تعيش في انسجام مع البيئة الصحراوية وتدافع عن استقلالها وهويتها.
الطفل الذي أصبح شيخًا: عاكف بن مثقال الفايز كبر ليصبح أحد الشيوخ البارزين في الأردن، مواصلاً إرث والده في قيادة قبيلته وخدمة وطنه. لقد لعب دورًا كبيرًا في ترسيخ مكانة بني صخر في الحياة السياسية والاجتماعية في الأردن، وبقيت ذكراه حية من خلال مثل هذه الصور التي تربطنا بجذورنا وتاريخنا.
الصورة المحفوظة في أرشيف الجامعة الأمريكية في بيروت ليست مجرد وثيقة بصرية، بل هي كنز ثقافي وتاريخي يروي قصة الأردن والبادية وقبيلة بني صخر، ويذكرنا بالقيم والتقاليد التي حافظت عليها هذه القبائل على مر العصور.