بدأ عمال الموانئ على الساحل الشرقي وساحل الخليج بالولايات المتحدة إضراباً شاملاً، اليوم الثلاثاء، مما عطل نحو نصف حركة الشحن البحري في البلاد، وذلك بعد انهيار مفاوضات بشأن عقد عمل جديد بسبب خلاف على الأجور.
وسيتسبب الإضراب في تعثر وصول السلع بداية من المواد الغذائية إلى شحنات السيارات عبر عشرات الموانئ من ولاية مين وحتى ولاية تكساس، وهو ما حذر المحللون من أنه سيكلف الاقتصاد مليارات الدولارات يومياً ويهدد الوظائف ويفاقم التضخم.
وكانت (نقابة عمال الموانئ الدولية) التي تمثل 45 ألفا من عمال الموانئ تتفاوض مع (التحالف البحري للولايات المتحدة) الذي يمثل أرباب العمل بشأن عقد جديد يستمر العمل به لست سنوات قبل انتهاء المهلة النهائية المحددة لذلك في منتصف ليل 30 سبتمبر/أيلول.
وقالت نقابة عمال الموانئ في بيانات صدرت يومي الأحد والاثنين الماضيين إن الإضراب سيمضي قدما بدءا من الساعة 1201 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الثلاثاء.
ويثير الإضراب، وهو الأول لنقابة عمال الموانئ منذ عام 1977، قلق الشركات في مختلف قطاعات الاقتصاد كونها تعتمد على الشحن البحري لتصدير بضائعها أو تأمين الواردات الضرورية. ويشمل الإضراب 36 ميناء.
ويعد هذا الإضراب الأول من نوعه منذ 47 عاماً، هذا هو ما يستعد له عشرات الآلاف من عمال الموانئ في الولايات المتحدة.
الخطوة التي يخطط لها العمال تأتي بعدما فشلوا في الحصول على مطالبهم خلال مفاوضات بشأن عقد اجتماعي جديد، لكن هذه الخطوة قد تعطّل التجارة الدولية قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بحسب وكالة "فرانس برس".
ويطالب عمال الموانئ في الولايات المتحدة، بتحسينات في ظروف العمل، الرواتب، والمزايا، خاصة في ظل النمو الاقتصادي وزيادة أرباح الشركات الكبرى.
يشتكي العمال أيضا من العمل لساعات طويلة ومتقلبة، ما يؤثر على صحتهم وحياتهم الشخصية، وقد طالبوا بتقليل ساعات العمل وزيادة التعويضات عن العمل الإضافي، كما تمثل الرعاية الصحية والتقاعد محوراً رئيسياً للنزاعات، إذ يسعى العمال إلى ضمان حصولهم على رعاية صحية شاملة، إضافة إلى برامج تقاعد مُرضية.
المحادثات التي بدأت قبل عدة أسابيع من الآن، تحديدا في مايو/أيار، توقفت حالياً، وأكد التحالف البحري للولايات المتحدة الذي يمثل أرباب العمل في الموانئ الرئيسية على الساحل الشرقي وخليج المكسيك، أن نقابة عمال الأرصفة ترفض العودة إلى طاولة المفاوضات.
خسائر الإضراب
تشير تقديرات "أكسفورد إيكونوميكس" إلى أن كل أسبوع من الإضرابات من شأنه أن يقلل الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بمقدار 4.5 إلى 7.5 مليار دولار.
قال برنت موريتز، الأستاذ في جامعة ولاية بنسلفانيا والمتخصص في إدارة سلاسل التوريد إن "الإضراب سيتسبّب في اضطراب كبير للاقتصاد الأمريكي والاقتصاد العالمي".
وبحسب موقع "لويدز ليست" المتخصص تستقبل هذه الموانئ أكثر من نصف واردات السلع من حيث الحجم.
تلعب الموانئ الأمريكية دورا حيويا في الاقتصاد، حيث تمر من خلالها نسبة كبيرة من البضائع المستوردة والمصدرة. أي اضطراب في عمليات الموانئ يؤثر بشكل مباشر على التجارة الدولية والمحلية، بالإضافة إلى قطاعات حيوية مثل التصنيع، الزراعة، وتجارة التجزئة.
ويبدأ الإضراب قبل خمسة أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تشهد منافسة كبيرة بين الرئيس السابق دونالد ترامب، ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس.