من أجل الأردن، قدم الأبطال تضحياتهم بدمائهم الزكية، لتروي قصصهم للأجيال القادمة. ومن هؤلاء الأبطال الذين خلدهم التاريخ الشهيد هزاع المجالي، الذي ضحى بروحه من أجل وطنه.
ولد هزاع المجالي عام 1918 في بلدة ماعين، وتلقى تعليمه الابتدائي في الكرك والثانوي في مدرسة السلط، ثم واصل دراسته الجامعية في سوريا، حيث حصل على درجة الإجازة في الحقوق.
شغل المجالي العديد من المناصب الرفيعة، من بينها وزير الزراعة، وزير الداخلية، وزير العدل، ورئيس الوزراء. كما كان رئيسًا للتشريفات الملكية، نائبًا في مجلس النواب، وأمينًا للعاصمة عمان. أسهم في تحسين البنية التحتية للعاصمة وترك بصماته على كل منصب تولاه.
استشهد هزاع المجالي في حادث انفجار إجرامي استهدف مبنى رئاسة الوزراء في 29 أغسطس، وأعلنت الحكومة الأردنية نعيها له ببيان مؤثر، واصفة إياه بالبطل الذي خدم بلاده بكل إخلاص.
تقدّم موكب الجنازة الملك الحسين بن طلال، حيث وُري جثمان الشهيد في مسقط رأسه بالكرك، وسط حزن عارم من الشعب الأردني، وأُعلنت حالة الحداد بتنكيس الأعلام.
سيبقى الشهيد هزاع المجالي رمزًا للوطنية والفداء، يُخلّد في صفحات التاريخ التي كتبت بدماء الأبطال.
لقد كانت جنازة الشهيد هزاع المجالي حدثاً وطنياً مهيباً، سار فيها الآلاف من أبناء الوطن، يتقدمهم جلالة الملك الحسين بن طلال وكبار رجال الدولة، محاطين بمشاعر الحزن العميق على فقدان أحد أبرز رجالات الأردن. لم يكن المجالي مجرد سياسي أو مسؤول عادي، بل كان رجلاً وهب حياته لخدمة بلده، وعمل بلا كلل لتحسين أحوال العاصمة عمان وتطوير البنية التحتية.
يُذكر أن المجالي تولى مناصب حساسة في أوقات عصيبة شهدها الأردن، وكان له دور بارز في تعزيز استقرار المملكة. رئاسته للحكومة تميزت بالتزامه برفعة الوطن، كما استغل صداقته الوثيقة مع الملك المؤسس عبدالله الأول لخدمة المصلحة العامة، وترك أثراً كبيراً في تحسين العاصمة عمان من خلال شق الطرق وتوسيعها.
ورغم محاولات أعداء الوطن لإطفاء نور المجالي بعملية اغتياله، إلا أن أثره سيبقى خالداً في نفوس الأردنيين، فقد كان رمزاً للوطنية والتضحية من أجل الأردن. إن استشهاده كان دليلاً على استهداف الوطن ورجالاته المخلصين، لكنه زاد من عزم الشعب الأردني على الحفاظ على وطنهم شامخاً في ظل القيادة الهاشمية.
ستظل ذكرى هزاع المجالي حاضرة في قلوب الأردنيين، ليظل رمزاً للفداء والوفاء، ومثالاً على التضحية من أجل الوطن، وقدوة للأجيال القادمة التي تروي قصته بأمانة وفخر، لتبقى راية الأردن عالية بأرواح الشهداء.