على مر العصور، ظهرت في المجتمعات شخصيات بارزة تركت بصمة لا تُمحى في نفوس من حولها، وكان لها دور كبير في تعزيز القيم والمبادئ الاجتماعية. ومن هذه الشخصيات الفذة التي شهدتها مدينة مادبا في القرن الماضي، الشيخ سعود الذياب الفايز، المعروف بـ "أبو سامي"، الذي جسّد الحكمة والقيادة المجتمعية في زمن كانت فيه الدولة المدنية ضعيفة والأجهزة الحكومية محدودة.
رجل الحكمة والطيبة أبو سامي لم يكن مجرد وجه معروف في مادبا، بل كان مثالاً للحكمة وسداد الرأي والهدوء. رغم أنه لم يكن من سكان المدينة، إلا أن حضوره كان دائمًا في كل مناسبة اجتماعية أو لحل النزاعات والخلافات. كان الناس يلجأون إليه للبحث عن نصيحته ومشورته، سواء في السوق أو في البيوت، حيث عُرف بنشر الخير والموعظة الحسنة.
علاقته الوثيقة بأهل مادبا على الرغم من أن قريته، أم رمانة، تبعد عن مادبا أقل من عشر كيلومترات، إلا أن أبو سامي كان دائم الوجود في المدينة. كان يرتبط بعلاقات وثيقة مع وجهاء وأهل المدينة، فكان من رواد مضافة أبو سلامة أبو ركبة في الحي الشرقي، حيث كان يتحدث مع الحضور بحكمته وهدوئه المعتاد.
كان أبو سامي أحد أوائل من امتلك سيارة في المنطقة، منذ أكثر من خمسين عامًا، وكان يقودها بنفسه مرتديًا لباسه البدوي الأنيق. كان حضوره بين الناس يعكس شخصيته القوية والمحبوبة في آن واحد، حيث استطاع بفضل حكمته أن يكون مرجعًا يُحتذى به.
إرثه وتأثيره على المجتمع رحيل الشيخ سعود الذياب الفايز ترك فراغًا كبيرًا في قلوب معارفه وأحبائه، فقد كان سمحًا، عطوفًا، وحكيمًا. اليوم، يفتقد أهل مادبا تلك الشخصية التي كانت تمثل لهم مصدرًا للثقة والطمأنينة، حيث لا نجد كثيرين يملأون هذا الفراغ الكبير الذي تركه.
تظل ذكرى أبو سامي حاضرة في قلوب الجميع، ونتذكر دوره الكبير في فترة كانت مليئة بالتحديات. رحم الله الشيخ سعود الذياب الفايز، ونسأل الله أن يبارك في أبنائه وأحفاده ليكملوا مسيرته ويواصلوا نهجه الطيب.
كان الشيخ سعود الذياب الفايز رمزًا للحكمة والخير في مدينة مادبا. واليوم، رغم رحيله، يبقى تأثيره خالدًا في نفوس من عرفوه، فقد كان صديقًا لأهل مادبا، حكيمًا في تعامله، ومرشدًا للجميع بحسن سلوكه وطيب معاملته.