أكتب اليوم عن معالي د. محمد الذنيبات، عن هذا الأردني الأصيل، رجل من رجال الدولة الكبار، من نسل وصفي وهزاع وعبدالحميد شرف و ذوقان الهنداوي وغيرهم، الذين كانوا رموزا وطنية، رسموا التاريخ وأخلصوا للجغرافيا، وضعوا مصلحة الوطن وأجياله نصب أعينهم، الذين أحدثوا تغييرا إيجابيا وبصمة لا تمحى في كل المناصب التي شغلوها، فكان وزير التربية والتعليم الذي رتب أوراق جيل بأكمله وأعاد بوصلة التعليم إلى مسارها الصحيح، فكان "زمن الذنيبات" حقبة مضيئة في إعادة التوجيهي الأردني إلى زمن القيمة المضافة والطالب المنضبط.
أزال العفن والوهن الذي أصاب طلابها ومعلميها ومدارسها، و أعاد تأهيل المعلمين، أوقف تجار الشهادات و مستوردي المعدلات والنجاحات المزيفة من الخارج، فرفدت الجامعات بطالب كُفْء قدير ومنضبط.
ورغم علو ضجيج العامة وغوغائية وسائل التواصل الاجتماعي والمتنفعين و أعداء النجاح وأصحاب الأجندة المشبوة، إلا أنها لم تنل من عزمه وتصميمه وليِّ ذراعه، فكانت حقبته ميزانا وسقفا تقاس عليه كل النجاحات والإنجازات.
وبعدها انتقل إلى موقع آخر، إلى واحدة من الشركات الوطنية الكبرى وأحد روافد الوطن وتقدمه الاقتصادي، ودرب من دروب التنمية المستدامة في أردننا الحبيب ألا وهي شركة مناجم الفوسفات، فأصبح عرّاب التربية والتعليم ومهندس الاقتصاد والصناعة، والقيادي الفذ ورجل الأعمال الكبير، فأصبحت الشركة عملاقا اقتصاديا كبيرا، تحصد النجاح تلو النجاح، وساهمت في إعادة وضع الأردن في مصاف الدول الكبرى في هذه الصناعة و إنتاج الذهب الأبيض "الفوسفات".
ورافق ذلك تنمية مجتمعية وتعليمية وصحية، ألقت بظلالها على مؤسسات المجتمع كافة، فكان التقدير والتقييم من مؤسسات عالمية لها مرتكزاتها وقوانينها في تقييم أصحاب الإنجاز والتأثير فأختير الذنبيات ضمن قائمة " فورتشن" للقيادات المتميزة في الوطن العربي.