في أحد الفصول التاريخية التي تعزز العلاقات القوية بين الأمير عبد الله بن الحسين وقبائل بني صخر، انتقل الأمير بمخيمه من عمان إلى منطقة الموقر، حيث استضافه الشيخ حديثة الخريشة. جاء هذا الانتقال بعد معركة هامة شارك فيها الأمير مع المحاربين البدو للدفاع عن الأردن ضد الغزوات الوهابية، حيث كانت تلك الفترة شاهدة على التحام بين القبائل الأردنية في وجه المخاطر الخارجية.
ورغم ادعاءات بعض المؤرخين بمشاركة قوات احتياطية في الدفاع، إلا أن الأدلة التاريخية تُثبت عكس ذلك. في 17 آب 1922، استقر الأمير في الموقر، وبدأ في تنظيم قوة من المحاربين البدو، مما عزز علاقته الوطيدة مع بني صخر. عبّر الأمير عن تقديره وشكره لشجاعة وإخلاص القبيلة بمنحهم أراضي وهبات مالية، وإعفائهم من الضرائب، بالإضافة إلى تقديم تعازيه لعائلات الشهداء ومعونات مالية لتعويض خسائرهم.
الأمير عبد الله لم يكتفِ بالتقدير الرمزي، بل أرسل سرية من القوة الاحتياطية إلى كاف، بهدف ردع أي غزوات جديدة من الإخوان الوهابيين. هذا الدعم الذي قدمه للأردنيين أثمر عن تعزيز مكانته السياسية والعسكرية في المنطقة.
ورغم أن البريطانيين لم يشاركوا بشكل مباشر في المعركة، فإن الأمير عبد الله ورفاقه من المحاربين البدو استطاعوا تحقيق النصر وتثبيت نفوذهم في الأردن.