مؤلم اننا اعتدنا المشهد اليومي لجرائم الاحتلال في غزة وفلسطين، ومؤلم أكثر ان استجابتنا وردود افعالنا كأشخاص ومجتمعات وبعض الدول تتراجع. ان الذي يراق هناك دماء وليست مياه، وان الذي يقصف هناك ويقتلون اطفالا ونساء ورجالا أبرياء عُزّل. نكتب لنذكر ولعل اصحاب الضمائر ممن بيدهم مفاتيح القرار والقوة يتحركون.
ما يحدث هذه الايام في شمال غزة وجباليا ومخيمها تحديدا من ابشع الفظائع واقساها على النفس السوية. ليس مستغربا على الاحتلال فعل ذلك، انما المستغرب استمرار السكوت العملي عن هذه الجرائم الفظيعة، المستغرب ان دول العرب اكتفى بعضها بالتنديد وسكت آخرون وربما أعان بعضهم الاحتلال كما يتبجح هو. المستغرب ان تُعطل المواثيق والمعاهدات الدولية لان اهل غزة مسلمون ضعاف لا بواكي لهم .
ان الامة تعيش جراحا كثيرة تنزف هنا وهناك في اكثر من بلد وخاصرة وليس اخرها لبنان، لكن جراح والآم غزة تبقى الانكى لان فلسطين محتلة منذ ما يزيد من ٧٥ عاما، ولان هدا الاحتلال يسعى لتفريغ الارض من اهلها، ولان عداوته وصفت بقراننا العظيم بانها الاشد عداوة. خاصة انها بشراكة واسناد مع كثير من دول الاجرام في العصر الحديث.
أعتقد اننا كمسلمين وعرب جميعا سنسأل يوم القيامة عن هذه الجرائم التي ترتكب على مرأى أعيننا وعلى مرمى حجر لبعضنا، واعتقد انه باستطاعتنا ان نفعل الكثير الكثير غير ما فعلنا لوقف هذه المجازر سياسيا واقتصاديا واعلاميا وعسكريا. وهذا الفعل مطلوب مباشرة ضد العدو المحتل كما هو مطلوب ضد من يدعمه سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
وقبل هذا وبعده نحتاج جميعا الى الايمان بالله والاخذ بالاسباب كلها فما النصر الا من عنده. قال تعالى (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).