يعيش حسام النعيمات، وهو شاب يبلغ من العمر 28 عاماً من روضة الأمير راشد، معاناة يومية كسائق شاحنة ينقل الفوسفات من منجم الرشيدية إلى ميناء العقبة.
يمتلك شاحنة مخصصة لنقل المواد الثقيلة، حيث يقدر وزن الحمولة التي ينقلها بنحو 50 طناً، فيما يصل الوزن الإجمالي للشاحنة إلى 70 طناً.
في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، يعاني حسام من قلة فرص العمل والتراجع الكبير في عدد النقلات التي يستطيع القيام بها.
ويقول حسام: "وصل الأمر إلى أنني فقدت شاحنتي بعدما أخذها البنك، حيث نزلت عليَّ مطالبات مالية تصل إلى 22 ألف دينار، علماً أنني دفعت في الأساس أقل من 10 آلاف دينار، بينما سعر الشاحنة الحقيقي يصل إلى 35 ألف دينار".
بالرغم من أن النقلة الواحدة يأخذ عليها 160 ديناراً، فإن تكاليف التشغيل تتجاوز ذلك، حيث يتعين عليه تعبئة الشاحنة بالديزل بمبلغ 200 دينار في كل رحلة. يقطع حسام مسافة 120 كيلومتراً من معان إلى منجم الفوسفات في الرشيدية، ثم يعود بنفس المسافة إلى العقبة. ويشير إلى أن الطريق مليء بالمصاعب، بما في ذلك نزول "النقب" وطلوعه، وهي من أخطر وأصعب الطرق على السائقين والشاحنات، مما يؤدي إلى ضرر جسيم على المركبات وقد يضطر السائق إلى دفع مبالغ كبيرة لصيانة إطارات الشاحنة التي قد تصل تكلفتها إلى 200 دينار للإطار الواحد.
ويضيف حسام: "أحياناً نضطر للعمل دون أي أرباح، بل حتى إننا قد لا نجد ما نأكله بسبب الظروف القاسية التي نعيشها. ورغم محاولتنا فتح شركة خاصة بنا للنقل، أخبرونا فيما بعد أنه لا يحق لنا حمل الكبير من الفوسفات، مما زاد من معاناتنا".
يختتم حسام حديثه بمناشدة الجهات المعنية للنظر في أوضاع سائقي الشاحنات وتحقيق الإنصاف لهم، خاصة وأنهم يعتمدون على هذه المهنة لتأمين لقمة عيشهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.