مع اقتراب موعد انطلاق أولى جلسات مجلس النواب العشرين، وتزاحم الأسماء على الموقع الأول في السلطة التشريعية، بدأ ينقشع الضباب وتتضح الرؤيا حول طريقة عمل بعض الأحزاب "الذكية" خاصة حزب جبهة العمل الإسلامي.
المراقب للمشهد البرلماني، يرى بوضوح تركيز الأحزاب خاصة التي حصلت على أعلى نسبة من المقاعد في البرلمان مثل حزب "الميثاق وإرادة وجبهة العمل" على مقعد الرئيس، وهذا ما رصدته "سرايا"، كما أكدت مصادر على ان أحزاب تشهد صراعات داخلية لحسم أسم مرشحها لمقعد الرئيس، وهنا تكمن خطة حزب جبهة العمل الإسلامي للسيطرة على مجلس النواب.
وبحسب المؤشرات، فأن حزب جبهة العمل الإسلامي سيقوم "بمناورة تكتيكية" لجعل الأمور تصب في صالحه في ظل انشغال وتركيز الأحزاب على مقعد الرئيس، حيث ان البعض يخرج بين الحين والآخر لترويج فكرة ترشيح النائب المخضرم صالح العرموطي لمقعد رئيس المجلس، وذلك لبعثرة أوراق الأحزاب الأخرى، لكن في حقيقة الأمر فأن حزب جبهة العمل يعي تمامًا انه لن يستطيع الوصول إلى هذا المبتغى، وما يريده الحزب في الحقيقة هو ضمان مقعد النائب الأول للرئيس في المرتبة الأولى والتركيز على ان يكون له حصة الأسد من المكتب الدائم ورئاسة اللجان البرلمانية.
ومع وجود عدة طامحين لموقع الرئيس، ربما سيتمكن حزب جبهة العمل من اقتناص الفرصة التي ستقلب الطاولة رأسًا على عقب لصالحة، فعوضًا عن تحالف أحزاب كبيرة تحت القبة لمجابهة حزب جبهة العمل فقد يتحالف الإسلاميين تحت القبة مع حزب الميثاق أو إرادة لاختيار من سيقفز إلى منصة الرئاسة، في المقابل سيمنح أعضاء الحزب الذي تم اختيار الرئيس منه أصواتهم لمقعد النائب الأول لجبهة العمل.
وبهذا الأمر وفي حال عدم تنبه الأحزاب الأخرى لهذا التكتيك سيكون لحزب جبهة العمل الإسلامي حصة الأسد في كافة زوايا مجلس النواب، وتحقق ما سعت له في ظل انهماك الأحزاب الأخرى بالتفكير في مقعد الرئيس.