تحتضن صفحات التاريخ شخصية بارزة جمعت بين البطولة العسكرية والحكمة المجتمعية. وُلد الشيخ حمدان عبد القادر العايد الدعجة عام 1921 في منطقة ماركا بعمان، ليكون أحد أبناء عشيرة الدعجة الذين سطروا أمجاداً في خدمة الوطن. قاد في شبابه فئة عسكرية خلال معركة اللطرون ومعركة باب الواد، التي كانت من أهم المعارك التي خاضتها القوات المسلحة الأردنية في فلسطين. وقد أظهر شجاعة فريدة خلال هذه المعارك، حتى أنه أُصيب في ساقه لكنه واصل العطاء للدفاع عن الأرض.
تميز الشيخ حمدان في تدريب أبناء الحرس الوطني في فلسطين، وساهم بشكل كبير في تحقيق انتصارات الجيش الأردني. كما أرسل والده ثلاثة من أبنائه للانضمام إلى القوات المسلحة الأردنية للدفاع عن القدس، وكان أحدهم حارساً لسوارها.
في الستينات، تولى الشيخ حمدان منصب مختار لعشيرة العايد وشيخاً لها، حيث كرس حياته لإصلاح ذات البين وحل النزاعات المجتمعية. كان رجل سلام، سافر إلى العديد من الدول مثل إسطنبول، مصر، والسعودية، حاملاً رسالة الوحدة والإصلاح. وقد نال تكريماً مرموقاً من جلالة الملك الحسين وجلالة الملك عبد الله الثاني، إلى جانب لقائه بسمو الأمير الحسين بن عبد الله، مما يعكس تقدير القيادة الأردنية لجهوده الكبيرة.
بعد إنهاء خدمته العسكرية، تفرغ الشيخ حمدان لدوره المجتمعي في إصلاح ذات البين، وكان رمزاً للوحدة والمساعدة للفقراء وحل النزاعات. استمر في هذا الدور حتى وفاته في 3 يوليو 2024، ليبقى اسمه محفوراً في ذاكرة الوطن كرجل إصلاح وقائد عسكري جسور.