شهدت معركة رأس العمود في حرب 1967 بطولة استثنائية للعميد الركن المتقاعد بادي عواد الرديني الخضير (أبو أمجد)، الذي قاد كتيبته "أسامة 31" في مواجهة شرسة ضد القوات الإسرائيلية. بعد مقتل قائد الكتيبة الإسرائيلية واستيلاء العدو على حي الثوري الجنوبي، قرر الرائد بادي عواد القيام بهجوم مضاد لاستعادة السيطرة.
قاد بادي عواد الهجوم بثلاث دبابات في المقدمة وجنوده خلفها، ونجحوا في دفع العدو للتراجع عن جبل الزيتون. ولكن القصف الإسرائيلي أعطب دبابتين وأدى إلى سقوط 12 شهيدًا من الجيش الأردني. ورغم صمود الكتيبة، اضطر القائد للتراجع بعد احتلال العدو لرأس العمود وإحكام الحصار حول القدس.
تبقى هذه المعركة شاهدة على شجاعة بادي عواد وجنوده في الدفاع عن أرضهم وقضيتهم.
ورغم التراجع الذي فرضته الظروف الميدانية الصعبة، إلا أن شجاعة العميد الركن بادي عواد الرديني وجنوده في معركة رأس العمود لم تُمحَ من ذاكرة الأردنيين. لقد كانت تلك المعركة إحدى المحطات البارزة في تاريخ القوات المسلحة الأردنية، حيث أظهر الجيش الأردني صموداً بطولياً في وجه قوات العدو التي كانت تفوقهم عددًا وعتادًا.
عُرف بادي عواد بمواقفه الصارمة وحُسن إدارته للمعارك، حيث لم يكن يتوانى عن اتخاذ قرارات حاسمة في اللحظات الحرجة، كما كان محط احترام زملائه وقادته. وبعد انتهاء خدمته العسكرية، بقي "أبو أمجد" رمزاً يُحتذى به في الوطنية والإخلاص، حيث ساهم في تعزيز الروح الوطنية بين الأجيال الجديدة من الضباط والجنود.
اليوم، وبعد سنوات طويلة من رحيله، يظل اسم العميد الركن بادي عواد الرديني محفورًا في ذاكرة كل من عرفه أو سمع عن بطولاته. فهو لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان رمزاً للشجاعة والتضحية في سبيل الوطن، ترك إرثاً عسكرياً وإنسانياً سيظل خالداً عبر الأجيال.