حضرت مساء اليوم ندوة للدكتور عاطف العساكرة، الرجل الوطني بامتياز، الذي لم أكن أعلم عنه الكثير في بداية معرفتي به سوى كلامه وردود أفعاله التي تعبر عن حب الوطن والانتماء. حتى إنني سجلت رقمه بهاتفي "الدكتور عاطف (رجل وطني). كان ذلك من عدة سنوات وبعدها عرفت عنه الكثير، عندما وصلتني الدعوة إلى حضور ندوة له باتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين وبإدارة الشاعر الفذ الدكتور عدنان السعودي، جهزت نفسي لتلقي جرعات كبيرة من حب الوطن والانتماء، وانتظرت الموعد المحدد بشغف.
حضرت الندوة وكما توقعت، كانت تتحدث عن الإرهاب بمختلف جوانبه: مفهومه، التعريفات المتنوعة، أنواعه، أسبابه، وطرق معالجته. تناول الدكتور عاطف العساكرة النظرة العامة والشمولية حول دور جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله، وتوجيهاتهما المستمرة لتعريف الإرهاب ونشر الوعي حول الفرق بين أنواعه وأسبابه، وضرورة التمييز بينه وبين الدين، وعدم ربطه بالدين الإسلامي تحديداً أو الأديان السماوية الأخرى التي تدعو للسلام والتسامح ونبذ الإرهاب بأشكاله.
دور الملك عبدالله الثاني في مكافحة الإرهاب
تطرق الدكتور العساكرة إلى توضيح مفهوم الإرهاب من منظور جلالة الملك عبدالله الثاني، ومشاركاته المستمرة في مؤتمرات السلام والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني وقضيته، والحرب في قطاع غزة، ودعوته إلى وقف الحرب وحل الدولتين. تم عرض فيديو توضيحي تضمن مقتطفات من خطابات جلالة الملك أمام مختلف دول العالم، وعرض تفصيلي حول أنواع الإرهاب المختلفة، مع التركيز على الإرهاب الإلكتروني الذي انتشر بشكل واسع مؤخراً.
الجوانب المتعددة للإرهاب
تناولت الندوة أيضاً دور الهاشميين في القضية الفلسطينية التي اعتبرها جلالة الملك عبدالله بوصلة الأردن أمام العالم. وأكد الدكتور العساكرة على ضرورة إيجاد استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله، وإنشاء هيئة تعنى بنشر الوعي والتثقيف، تعمل على بناء استراتيجية طويلة الأمد بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والشريكة.
مداخلتي في الندوة-
بعد الشكر والثناء على الدكتور عاطف العساكرة على جهوده الكبيرة في هذا الكتاب ومعلوماته القيمة، طرحت سؤالاً على الدكتور عاطف حول.
الخلايا النائمة التي لعبت دورا شريرا في العراق وسوريا وبعضهم جاء بالألفات المؤلفة لينتحر ويقتل الناس في العراق، وفي سوريا، ومن دول عربية مختلفة، ونحن نعلم أن هؤلاء خفافيش الظلام موجودون في البلدان كلها حتى الأجنبية فكيف لنا السيطرة عليهم، ولكن بنهج الهاشميين المتسامح والطيب واللا دموي واللا عنيف وهو النهج الذي احتضن القاصي والداني من الأطياف كلها بروح الأبوة والمحبة وبكل تأكيد علاج هؤلاء يجب أن يكون بمحاربة الجهل والفقر كما وصف جلالته أسباب التطرف والإرهاب، وذلك بمحاولة عمل مؤسسات مدنية وحكومية لترعى هذه الفئة تعليماً وثقافة ودمج وإيجاد وظائف وحرف لهم، وذلك لغسل أدمغتهم من الأفكار الشيطانيّة وزرع الخير والحب والتسامح والانتماء إلى الوطن والإنسانية، وأن يصبحوا مواطنين صالحين بالحقوق والواجبات وخاصة البدء من الأطفال منهم، وقد قال لي الدكتور عاطف العساكرة الأطفال هؤلاء دورك انتي وفعليا عنده حق، فيجب أن نتكاتف جميعا كتاب وأدباء ومثقفين لمحاربة الفكر الفاسد الذي ينهش في صميم سلوكيات وأخلاقيات وقيم ومستقبل الأمة.
وقد قام الدكتور عاطف العساكرة بعرض فيديو توضيحي تضمن مقتطفات من خطابات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين - حفظه الله- أمام مختلف دول العالم وعرض تفصيلي حول أنواع الارهاب المختلفة وتم التركيز تحديداً على الارهاب الالكتروني الذي انتشر بشكل واسع مؤخراً لعدم الوعي حول مفهومه ونظراً للصراعات الجيوسياسية بين الدول والتطرق لدور الهاشمين في القضية الفلسطينية التي اعتبرها جلالته بوصلة الأردن أمام العالم.
كانت الندوة فرصة ثمينة للتعلم والاستفادة من رؤية وطنية عميقة وشاملة لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله. الدكتور عاطف العساكرة أظهر لنا كيف يمكن للوعي والتعليم والتسامح أن يكونوا أسلحة قوية في مواجهة الإرهاب، وكيف يمكن للقيادة الهاشمية الحكيمة أن توجهنا نحو مستقبل آمن ومستقر.
والجدير بالذكر أن الدكتور عاطف العساكرة هو أحد شيوخ التعامرة وهو العميد المتقاعد وبرتبة عليا في القوات المسلحة حاصل على دكتوراه في إدارة الأعمال ودكتوراة في الموارد البشرية وأبحاث ومؤلفات علمية متخصصة واحد أهم مؤلفاته كتاب عن دور جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في الفصل بين الدين والإرهاب، وقد ترجمت أعماله للغة الإنجليزية وحاصل على عدة أوسمة ملكية سامية وتكريمات من جهات علمية وثقافية وأدبية واجتماعية