من يطاول هذا الجبل المنيف ؛ للجبل شهقة سامقة في العين لا تطاول .
ويلي من مزيونات بني حميدة مكاور وشقيقاتها ؛ يأسرن الفؤاد واللب والبصر والجوارح :
" طلعت مطالع سعدها ابراجي وأضاء في فلك الجمال سراجي
وحللت أوج المعالي صهوة تسمو على الصهوات والآراجِ " .
مكاور " الشموخ الذي تعلّا على النور " ، وقارورة عطر الطبيعة ، لثغة الماء التي تطوق خصرها من جهات ثلاث ؛ واشكال ثلاث ؛ مالحة ومعدنية وعذبة " لها من الريم عيناه ولفتته ونجوة السابق المختال إذ صهلا " .
مكاور شرفة الروح المفتوحة على فلسطين ، ما بينها وبين عين كارم معمدن البشرية يحيى عليه السلام هناك ولد وهنا استشهد ، هناك دعوة زكريا واليصابات ، وهنا حبال هيردوبا واغواء سالومي وسيوف جلاوزة هيردوس ، هنا شهقة القرابين فوق رؤوس الجبال ، " هنا صوت يوحنا المعمدان صارخا في زمن ضاع فيه الحق ، عاش صارخا بالحق ومات ، وظل صوته صارخا بالحق " .
مكاور ؛ لعاب البحر ... . القلعة " التي تصلي في الماء " ... خلوة الطبيعة البكر ... هامتها تعانق الريح المشبع بانفاس القدس ... يغسلها السحاب ويشعل قنديلها القمر ... :
" مج الربيع بها الوسمي ريقته فأنبتت نفلا وورداً وحوذانا
تحنوا الى اكحل العينين ران به نوم النهار فما ينفك وسنانا
اذا هي اطلعت روضة هبطت اخرى يظل بها اليعسوب حيرانا " .
مكاور موسيقى العودة ونشيد البطولة وناقوس يقرع باب العدو صباح مساء ... صهيل المدى حروفه :
" انما الارض للذين ارادوا أن يغنوا نشيد الليالي
انما الارض للذين افتدوها بدماء الرجال رمز النضالِ
إن موتا دون البلاد حياة وعسى الأمر غاية الاجيالِ " .
مكاور ؛ " بلاد عرفت الله في قسماتها " ، شاخ التاريخ وهرم ولم تشيخ و لا زالت تتفتل في ميعة الصبا :
" تأود أن قامت لشيء تريده تأود عسلوج على شط جعفر " .
" قامت تتراءى بين سجعي كلّةٍ كالشمس يوم طلوعها بالاسعدِ " .
القرى في عنقود الجبل تميمة حب ؛ ابتسامتها امل ، وقسمات وجهها طل وندى ومروج وداعة على طول المدى .
" اذا ضحكت يسيل الليل موسيقى تفنن حين تطلقها كحُق الورد تنسيقا " .