رئيس مجلس الأعيان، فيصل الفايز، أهمية بلورة موقف عربي إسلامي موحد لحل القضية الفلسطينية، خصوصا مع انتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن إسرائيل لن تنعم بالسلام دون إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
وقال في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية، على هامش مشاركته في قمة البوسفور التي عُقدت في اسطنبول، إن الأردن يسعى دائما إلى تمتين العلاقات الأردنية التركية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، إن تركيا دولة إقليمية مهمة يمكنها لعب دور مؤثر في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، بفضل عضويتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وعلاقاتها القوية مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مؤكدا أهمية الاستفادة من هذه العلاقات للضغط على إسرائيل.
وأشار إلى أن تركيا فرضت عقوبات اقتصادية على إسرائيل مؤخرا؛ ما يشكل وسيلة ضغط فعالة على إسرائيل التي ترتكب منذ 7 تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وثمن قرار الحكومة التركية، بتعليق جميع عمليات التصدير والاستيراد مع إسرائيل بشكل كامل حتى إعلان وقف إطلاق النار الدائم والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة دون انقطاع.
وشدد على ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة على حدود عام 1967، لافتا الى الوضع بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، التي تشهد منذ بدء الإبادة على غزة تصعيدا في الاعتداءات أدى إلى استشهاد 779 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و300، وفق بيانات رسمية فلسطينية.
وأضاف أن إسرائيل لا تحترم القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية بخصوص وقف الاعتداءات على الفلسطينيين والاستيطان، معتبرا أن الدعم الأميركي يمنحها الجرأة لتجاهل هذه القرارات، في ظل غياب موقف عربي وإسلامي موحد يفرض ضغطا على إسرائيل للامتثال للقرارات الدولية.
وحول المخاوف الحالية من توسع الحروب بالمنطقة، قال الفايز: "إنه لا أحد يرغب بتوسيع دائرة الصراع، ولكن الواقع يشير إلى اتساعه، مع تبادل الضربات الصاروخية بين إيران وإسرائيل، والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وسوريا"، محذرا من توسع الصراع، إذا امتد إلى دول أخرى، والذي يمكن أن يؤثر سلبا على إمدادات النفط والاقتصاد العالمي.
وأبدى الفايز أسفه لغياب العدالة في العالم، والتفاوت بين "الشمال الغني" و"الجنوب الفقير"، رغم أن دول الجنوب، مثل إفريقيا والدول العربية والخليجية، تمتلك موارد هائلة، لكن لا يوجد للأسف تعاون بينها للوصول إلى التنمية المستدامة، داعيا الى الحوار بين دول الشمال والجنوب، وبين دول الجنوب ذاتها، لتحقيق التنمية المستدامة، بما يسهم في تحسين حياة المواطنين ويحد من الفقر والبطالة.
وكانت منصة التعاون الدولي في إسطنبول نظمت قمة "البوسفور" الـ15 تحت شعار "بناء الجسور نحو المستقبل والسلام والتكنولوجيا والاستدامة"، بمشاركة ممثلين عرب ودوليين ضمن جلسات متعددة لتعزيز التعاون بين الدول والمنظمات.