قال ابن سیرین إن العين في المنام تدل على دينُ الرّجل، وبصيرته التي يبصر بها الهدى والضلالة، فإن رأى في جسده عيوناً كثيرة، دل على زيادة صلاحه، ودينه.
فإن رأى في المنام كأنَّ بطنه انشق، فرأى في باطنه عيوناً، فإنَّه زنديق، لقوله تعالى:﴿ مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ۚ ﴾[ الأحزاب: 4] .
فإن رأى في المنام كأنَّ عينيه عينا إنسانٍ آخر غريب مجهول، دلّت رؤياه على ذهاب بصره، ويكون غيره يهديه الطريق، فإن كان الرجل معروفاً، فإنَّ صاحب الرؤيا يتزوج ابنته، وتصيب منه خيراً.
فإن رأى في المنام كأن عينيه ذهبتا، مات أولاده.
ومن رأى في المنام أنه أعمى العينين، وهو في غربة، دل على امتداد غربته إلى أن يموت.
فإن رأى في المنام كأنَّ عينيه من حديد، ناله هم شديد، يؤدي إلى هَتْك ستره.
فإن رأى في المنام أنَّه فتح عينيه على رَجُلٍ، فإنه ينظر في أمره، ويعينه.
وإن كان نظر إليه شزراً، فإنَّه يحقد عليه.
ومن رأى في المنام كأنَّه يسمع بالعين، وينظر بالأذن، فإنَّه يحمل أهله وابنته على ارتكاب المعاصي.
ومن رأى في المنام إن على كفه عينَ رَجُل، أو عينَ بهيمة، نال مالاً عيناً.
ومن رأى في المنام كأنه نظر إلى عين فأعجبته، فاستحسنها، فإنه يعمل شيئاً يضر بدينه.
والعين السوداء هي الدين، والزرقاء هي البدعة، والشَّهلاء هي مخالفة الدين، والخضراء هي دين يخالف الأديان.
فإن رأى لقلبه عيناً، أو عيوناً، فهو صلاح في الدين بقدر نورها.
فإن رأى في المنام أنَّه زنى بالعين فإنَّه ينظر إلى النساء.
فإن رأى أنَّ عينه مُسمَّرَةٌ، فإنَّه ينظر بريبةٍ إلى امرأة صديقه.
وحدة البصر محمودة لجميع الناس، وضعفه يدل أنَّه سيكون محتاجاً إلى الناس، وأنَّه يصيرُ في عَيْلة، لأنَّ المال بمنزلة العين، ومن كان له أولاد، ورأى هذه الرؤيا دل على أنَّهم يمرضون، لأن الأولاد بمنزلة العينين وهما محبوبتان.
ورأى الحجاج بن يوسف كأنَّ عينيه سقطتا في حجره، فنُعِي إليه أخوه محمد، وابنه محمد. ورأى بعض اليهود جارية في السماء، أو عين جارية، فقص رؤياه على بِرَهْمِي، فقال: تصيب مالاً من التجارة، فإن رآها صانع، أصاب مالاً من صناعته
وأهداب العينين في التأويل وقاية للدين، فإنَّها أوقى للعينين من الحاجبين.
وقد قيل الصلاح والفساد فيهما راجعان إلى الولد والمال.
فإن رأى في المنام كأن أهداب عينيه كثيرة حسنةٌ، فإنَّ دِينَهُ حصين.
فإن رأى في المنام كأنَّه قعد في ظل أهداب عينيه، فإن كان صاحب دين، وعلم، فإنَّه يعيش في ظل دينه، وإن كان صاحب دنيا، فإنَّه يأخذ أموال الناس، ويتوارى.
فإن رأى في المنام كأنَّه ليس لعينيه هدب، فإنَّه يُضَيِّع شرائع الدِّين، فإن نتفها إنسان، فإن عدوه ينصحه في دينه.
فإن رأى في المنام كأنَّ أشعاره ابيضت، دل على مرض يصيبه من الرأس، أو العينين، أو الأذنين، أو الضّرْس.
وأما العين في ذاتها، فدالة على كل ما تقر به عينه من مال عين، أو ولد، أو أخ، أو والد، أو أمير، أو قائد.
فما نزل بها في جسمها، أو فقدت من مكانها، أو رميت به من السهام والطوارق، فإنَّها حوادث تنزل بمن تدلُّ عليه ممن وصفناه.
تفسير رؤية العين في المنام لعبد الغني النابلسي
قال عبد الغني النابلسي إن رأى الإنسان في المنام أن لقلبه عيناً وعيوناً كثيرة، فهو كذلك بقدر نورها في التأويل.
وإن رأى في المنام أنه لاحظ رجلاً شزراً فإنه يكايده ويحقد عليه.
فإن رأى في المنام أنه فتح عينيه فإنه ينظر في أمره ويعينه.
ومن رأى في المنام أنه يزني بالعين فإنه ينظر إلى النساء.
وإن رأى أن عينه مسمرة فإنه ينظر بريبة إلى امرأة صديقه.
وإن رأى أن عينيه ذهبتا مات أولاده ومن كان فقيراً أو محبوساً فإن هذا يدل على أنه لا يرى بعد ذلك شيئاً مما هو من الشر، ومن كان مقهوراً فإنه يدل على أنه يجد إنساناً يأخذ بيده ويخلصه مما هو فيه، كما أن المكفوف يأخذ بيده كثير من الناس ويخدمونه ويكون مستريحاً، وإن رآها من يريد السفر أو من هو في سفر فإنه يدل على أنه لا يرجع إلى الوطن.
ومن رأى مبارزة قوم ورأى أنه مكفوف فإنه لا يرى المبارزين له.
ومن رأى أن في المنام عينيه عينا إنسان آخر غريب فإن ذلك يدل على ذهاب بصره وعلى أن غيره يهديه الطريق، وإن كان صاحب الرؤيا يعرف ذلك الغريب فإنه يزوج ابنته ذلك الرجل أو ينال منه خيراً.
ومن رأى في المنام أن عينيه سقطتا في حجره مات أخوه وابنه ونحوهما.
ومن رأى في المنام أنه ملك امرأة عيناً تزوج امرأة حمقاء جاهلة.
وعين الآدمي في المنام تدل على ولده أو حبيبه أو دينه.
ومن رأى بعينه رمداً فهو نقص في دينه والعمى أبلغ في النقص.
وإن كان الرائي صاحب دين ورأى عينه فُقِدَتْ أو نورها ذهب فإنه يصاب في دينه بمعصية يدخل فيها أو ترك صلاة أو منع زكاة.
ولو رأى إنسان أن له مئة عين فهي مئة درهم وكذلك لو رآها بيده.
والعين هما الرجل المعتبر، وعين الملك هي جاسوسه.
والعين تعبر بالرقيب والرجل في القبيلة وتعبر بعين الماء.
والكافر إذا رأى نقصاناً بعينه فإن ذلك ماله وولده.
ومن رأى في المنام أن عينيه قد نقلتا إلى ظاهر قدميه وهو يمشي بهما فهو رجل له مملوكان قد زوجهما بابنتين له.
ومن رأى في المنام أنه يصاب في عينيه وهو من أهل الصلاح وليس له ولد فإنه يصاب بمال عين.
ومن رأى في المنام أنه ذهب بعينه فإنه مرض يصيبه
ومن رأى في المنام أنه يداوي عينه فإنه يصلح دينه، وقيل فيمن يداوي عينيه أنه يصلح ماله، وقيل إنه يولد له ولد يكون له قرة عين، وقيل إن كان له أخ غائب قد نفي فإنه يرجوه ويسر بحياته.
ومن رأى في المنام أن بصره أحد وأقوى مما يظن الناس فإنه سريرته في دينه خير من علانيته.
وإن رأى أن بصره دون ما يظن الناس أو يرى أن بصره كل وضعف وليس يعلم الناس بذلك فإنه تكون سريرته في دينه دون علانيته.
ومن رأى في المنام أن بعينيه بياضاً فإنه يصيبه حزن أو يفارق ما يعز عليه.
ومن رأى بعينيه بياضاً ثم تجلى عنه فإنه يجتمع بغائب قد طالت غيبته، وإن كان مهموماً أذهب الله همه وغمه.
وإن رأى بعينيه زرقة فإنه مجرم. ومن رأى لقلبه عيناً فهو صلاح في دينه وحكمة ينطق بها وتخرج من قلبه.
ومن رأى في المنام أن عينه الواحدة تدخل في الأخرى فإن كان له ابن أو ابنة فليفرقهما ولا يمكن الصبية من الصبي.
ومن رأى في المنام أنه يأكل عين رجل فإنه يأكل ماله.
ومن رأى في المنام أن عينيه ليس لهما هدب فإنه يضيع شرائع الله والدين، فإن نتفها الإنسان فإن عدوه يفضحه.
وإن رأى أن أشفار عينيه ابيضت دل على مرض يصيبه في الرأس أو العينين أو الأذنين.
ورؤيا العين في البدن أو العيون إن كان ذلك مناسباً للعين الطبيعية كان دليلاً على المال لما فيها من الدية.
وربما دلت رؤيا العين المليحة على السحر والموت والحياة.
وربما دلت العيون على جميع الأهل والأقارب والأولاد أو الأتباع.
وربما كان أكل العيون أكل البيض المشوي.
والعين هي النعي من الاشتقاق. والعين المأكولة رزق.
وإن رأى عينيه حبستا رزق هداية وعلماً وبصيرة، وإن كان عنده ولد أو زوجة أو حبيب مريض أفاق من مرضه، وإن كان كافراً أسلم وإن كان فقيراً استغنى وإلا نال منصباً عالياً يليق به على قدره.
وربما دل شخوص البصر على الشدة.
وإن انتقلت العين في غير محلها من البدن دل على الآفة في البدن من سيلان دماء أو قروح أو فتح عيون في بدنه.
ومن كان مسافراً خاف على نفسه العطش ورأى في بدنه عيوناً والتقطها من الأرض وجد الماء وانتفع به.
والعين التي لا تدرك ولا توصف لكبرها وعظمها ربما كانت عين العناية من الله سبحانه وتعالى.
وطمس العيون دليل على حلول العذاب من الله تعالى.
ومن وقعت عينه على شخص وكان مختفياً عنه رآه لأنه يقال: وقعت عيني على فلان المختفي.
ومن وجد بعينه نقصاً ربما شكا ضرراً في رجله فإن من المحبين من يتغالى في زيارة حبيبه فيقال سعيت إليه على عيني.
والعين اليمنى تدل على الابن واليسرى على البنت.
والقذى في العين يدل على السهر ومفارقة أنيس يفتخر به.
ومن رأى عينيه تحولتا في أذنيه فإنه يعمى ويصير كل شيء كان يراه بعينه يسمعه بأذنيه لأن بصر الأعمى في أذنيه.
وإن رأى بعينه حمرة أصابه غيظ أو حنق لعارض يحدث له.
ومن رأى أن عينه فقئت فإنه يجازى بشيء كان منه، فإن فقئت عيناه ينقطع عنه ولد هو قرة عينه أو يرى فيما تقر به عينه من مال أو ولد أو دار أو شيء مما يملكه ما يكره من عنف وشدة.
وفقئ العين في المنام عمر طويل، وربما دل قلع العين على نازلة تنزل به في بصره، وما فعله الإنسان بغيره في المنام ربما عاد ذلك على نفسه.