في معان المدينة التي تحتضن تاريخ الأردن وتراثه، وُلد مثقال مضحي أبو تايه عام 1948، ليبدأ رحلة طويلة مليئة بالعطاء والبطولات.
نشأ في بيئة غنية بالقيم والعادات، وعُرف منذ صغره بتوجهه نحو خدمة وطنه، لكن لم يكن أحد يعلم أن هذا الشاب سيصبح رمزاً من رموز الوطنية والإصلاح في الأردن.
في سن مبكرة، أُغرِم مثقال بالحياة العسكرية، فقرر أن يضع قدمه على أولى خطوات هذا الطريق، ليذهب إلى المملكة المتحدة حيث تلقى تدريبه العسكري في أرقى أكاديمياتها.
كانت تلك اللحظة نقطة التحول في حياته، حيث صقل مهاراته واكتسب معارف تؤهله لخدمة وطنه بأعلى المستويات.
عاد مثقال إلى الأردن، ليبدأ مشواره الحافل في القوات الخاصة، تلك القوات التي تأسست في مرحلة مفصلية من تاريخ الأردن، وكان هو أحد مؤسسيها. على مر السنوات، تسلَّق العميد أبو تايه الرتب والمناصب العسكرية بكل جدارة، وصولاً إلى رتبة عميد.
قاد العديد من الكتائب في القوات الخاصة، ليُثبت أنه ليس فقط ضابطاً متمرساً، بل قائدٌ حكيمٌ بقدرته على اتخاذ القرارات الصعبة في أصعب الظروف.
ولكن، ورغم الإنجازات العسكرية التي حققها، فإن مسيرته لم تتوقف عند أروقة المؤسسة العسكرية.
ففي عام 1993، وبعد أن خدم وطنه بكل إخلاص، قرر العميد أبو تايه التقاعد ليعيش مرحلة جديدة من حياته، مرحلة كانت مليئة بالعطاء الاجتماعي والخيري.
بعد تقاعده، تحوّل أبو تايه إلى شخصية محورية في مجتمعه المحلي، حيث أصبح أحد شيوخ قبيلته البارزين.
قام بفض النزاعات بين أفراد قبيلته، ساعياً دوماً لإصلاح ذات البين وتعزيز قيم التآخي والتعاون.
لم يكن العميد أبو تايه معروفاً فقط بحنكته العسكرية، بل كان صاحب رأي حكيم في حل المشكلات الاجتماعية، وكانت لمسته الإنسانية تجذب إليها كل من تعامل معه.
عرف عنه تواضعه، فقد كان دوماً قريباً من الناس، بسيطاً في تعاملاته، مما جعله محبوباً من جميع من خدموا تحت قيادته. كان يحظى باحترام الجميع، ليس بسبب رتبته العسكرية فحسب، ولكن لأنه كان يضع مصلحة الوطن والناس قبل كل شيء.
وبعد مرور سنوات كان العميد المظلي مثقال أبو تايه رمزاً من رموز الأردن، ورمزاً للإنسانية والوطنية. شخصية تُمثل قدوة في الوفاء والإخلاص، ليس فقط لأبناء قبيلته، ولكن لجميع الأردنيين الذين يقدرون قيمة العطاء في مختلف المجالات.
حيث انتقل الى رحمة الله تعالى العميد مثقال مضحي ابو تايه الذي وافته المنية يوم الأربعاء الموافق 4ـ5ـ2022 ودفن في مدينة معان .