في ذاكرة النضال الأردني، يبقى اسم العميد الركن المتقاعد بادي عواد الرديني الخضير، المعروف بـ"أبو أمجد"، علامة مضيئة تجسد روح البطولة والتضحية. كقائد لكتيبة "أسامة 31" خلال حرب 1967، قاد معركة رأس العمود التي تعد من أبرز المعارك التي سطرها الجيش الأردني دفاعًا عن القدس.
ملحمة رأس العمود
في يونيو 1967، ومع اشتداد المعارك حول القدس، تقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو حي الثوري الجنوبي بعد مقتل قائد كتيبتهم. وردًا على ذلك، قرر الرائد بادي عواد تنفيذ هجوم معاكس جريء. قاد ثلاث دبابات في المقدمة مع تقدم الجنود خلفها، ونجح في إجبار العدو على التراجع من جبل الزيتون تحت نيران القوات الأردنية.
لكن العدو، وفي محاولة لاستعادة السيطرة، لجأ إلى القصف العنيف بالقنابل، ما أسفر عن إعطاب دبابتين وسقوط 12 شهيدًا من الجنود الأردنيين. ورغم الصمود البطولي، تمكن الاحتلال من احتلال موقع رأس العمود، ما أجبر الكتيبة على التراجع في ظل حصار محكم على مدينة القدس.
القيادة والشجاعة
تميز الزعيم بادي عواد بشجاعته وحنكته العسكرية التي ظهرت جلية في معركة رأس العمود. قراراته الحاسمة وإقدامه في اللحظات الحرجة جعلته مثالاً للقيادة الحكيمة في أصعب الظروف.
إرث لا يُنسى
رحل العميد الركن بادي عواد بعد أن خط اسمه بأحرف من نور في سجل الأبطال الأردنيين. مواقفه البطولية ودفاعه المستميت عن القدس تبقى شاهدة على شجاعة الجندي الأردني وإيمانه بقضيته.
في ذكراه، يُستلهم من تاريخه دروس العزيمة والإخلاص، ليبقى رمزًا خالدًا يُنقل للأجيال القادمة، وواحدًا من أعمدة الدفاع عن الأرض والمقدسات.