في قلب قبيلة بني صخر، حيث تتأصل قيم النخوة والتواضع، عاش المرحوم الحاج نويران سلمان الجبور حياةً اختزلت معاني العطاء والإيثار.
لم يكن مجرد رجلٍ عادي؛ بل كان رمزًا للأخلاق والتفاني، خدم وطنه في صفوف قوات البادية الملكية حتى وصل إلى رتبة وكيل، واستمر في خدمة مجتمعه بعد تقاعده بروحٍ لا تعرف الكلل.
خادمٌ للمسجد بلا مقابل
بعد تقاعده من القوات المسلحة، كرّس الجبور وقته للعمل التطوعي في مسجد المرحوم محمد الزهير، حيث قام بخدمة المسجد بلا أي مقابل مادي، مؤكدًا أن العمل في بيت الله لا يقدر بثمن. كانت هذه الخطوة تعبيرًا عن إخلاصه لله ومجتمعه، ورسالةً لكل من عرفه بأن العمل الخيري هو أساس الحياة.
كافل الأيتام ومقسم الراتب
تميز المرحوم بصفةٍ نادرة قلّما نجدها في هذا الزمن، فقد كان كافلًا للأيتام، يقسم راتبه الشهري إلى نصفين: جزءٌ لتغطية احتياجاته البسيطة، والآخر لتوزيع الطرود الغذائية على الأيتام وأسرهم. كان يرى في هذا العمل رسالةً إنسانية سامية، لا يمكن التخلي عنها، حتى لو كان على حساب احتياجاته الشخصية.
رجل الأخلاق والنخوة
بين أبناء قبيلته، كان نويران الجبور نموذجًا يُحتذى به في الأخلاق والنخوة. عُرف بطيبته وحسن معاملته للجميع، فكان الأقرب إلى قلوب أبناء بني صخر، الذين رأوا فيه الرجل الذي يمثل أصالة القبيلة وعراقتها. كان دائمًا جاهزًا لمد يد العون لكل من يحتاج، دون أن ينتظر الشكر أو التقدير.
إرثٌ لا يُنسى
برحيل الحاج نويران سلمان الجبور، فقدت قبيلة بني صخر واحدًا من خيرة رجالها، ولكن أعماله الخيرية ستظل شاهدًا على إنسانيته. ترك وراءه إرثًا من المحبة والاحترام، ليس فقط بين عائلته، بل في قلوب كل من عرفه أو سمع عنه.
رسالة خالدة
قصة الحاج نويران تذكرنا بأن الخير لا يموت، وأن البذل من أجل الآخرين هو الطريق الأمثل لترك بصمة خالدة في الحياة. رحم الله الحاج نويران سلمان الجبور، وأسكنه فسيح جناته، وجعل أعماله صدقةً جارية تشهد له يوم القيامة...