بين قسوة الصحراء وسحر نسيمها، برز العم دعاس هربان الشلاح العلي، المعروف بأبو منور، كرمز للأصالة العربية والشجاعة النادرة. هذا الرجل الذي عاش في قلب البادية الأردنية، لم يتأثر بصخب الحياة الحديثة وظل متمسكًا بجذوره العميقة.
ولد أبو منور عام 1905، وكانت حياته انعكاسًا صادقًا لتقاليد البادية العربية. انضم في شبابه إلى وحدة الهجانة، النواة الأولى للقوات المسلحة الأردنية، حيث تدرب في منطقة الأزرق. تألق بجدايل شعره وثوبه البدوي المزين، مع مجموعة من أبناء القبائل الذين مثلوا القيم الأصيلة في زيهم وأخلاقهم.
كانت البيئة العسكرية التي خدم فيها أبو منور شاهدًا على تاريخه المشرف، إذ تدرب على يد المدرّب محمد هاشم من الأشراف، وكان زميلًا لرجال عظام أمثال الشيخ ممدوح بن قنفذ السلاطين ومطلان بن جراد الحويطي.
ظل أبو منور متمسكًا بفطرته النقية وقيمه العريقة، يعيش بتواضع ويحمل في ملامحه الوسامة العربية الأصيلة التي تعكس شموخ الصحراء. توفي في سبتمبر 2008 بعد حياة حافلة بالعطاء، تاركًا إرثًا خالدًا من الشجاعة والأصالة.