نيروز الإخبارية: نرحب اليوم بالشيخ فالح الرحامنة العبادي، أحد وجهاء محافظة البلقاء والعبابيد، للحديث عن ذكرى استشهاد رئيس وزراء الأردن الشهيد وصفي التل. بداية، شيخ فالح، حدثنا عن ذكرياتك مع هذه الشخصية الوطنية.
الشيخ فالح العبادي: بدايةً، أود أن أترحم على الشهيد وصفي التل الذي كان رمزًا للوطنية والتفاني في خدمة الأردن. عندما تولى وصفي التل رئاسة الوزراء، كنت طالبًا في المرحلة الثانوية، وفي يوم استشهاده عام 1971، كنت في الصف الأول الثانوي. كانت خسارة كبيرة للأردن ولكل بيت أردني.
في ذلك الوقت، تشرفت بمقابلة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال في الديوان الملكي. كان لقاءً مؤثرًا استمر لمدة 15 دقيقة، حيث منحني كلمات تحفيزية دفعتني للجد والاجتهاد في دراستي. ومنذ ذلك اليوم، حملت في داخلي حب خدمة الوطن، وحرصت على رد جميل القيادة الهاشمية من خلال التفاني في العمل.
نيروز الإخبارية: وكيف انعكست هذه التجربة على مسيرتك المهنية؟
الشيخ فالح العبادي: بعد تخرجي، عملت في وزارة التربية والتعليم، ثم في المملكة العربية السعودية، وأخيرًا في شركة الإسمنت الأردنية. خلال عملي هناك، شعرت بمسؤولية اجتماعية تجاه العمال الذين كانوا يعانون من الأمية. في عام 1984، تقدمت بمبادرة لتعليمهم القراءة والكتابة. حصلت على موافقة مدير المصنع، المهندس محمد بني هاني، وبدأنا بتدريب العمال حتى حصلوا على مستوى تعليمي يعادل الصف الخامس. كان ذلك جزءًا من واجبي لخدمة مجتمعي ورد الجميل للوطن.
نيروز الإخبارية: ماذا تمثل لك ذكرى استشهاد وصفي التل؟
الشيخ فالح العبادي: وصفي التل كان نموذجًا فريدًا بين رؤساء الوزراء؛ يتميز بإنسانيته وتواضعه. كان يفتح أبواب بيته للجميع، ويصب القهوة بنفسه للزوار. في يوم استشهاده، عم الحزن كل بيت أردني، ووضع الناس الأعلام السوداء على بيوتهم.
أتذكر أنني انضممت لمعسكرات الشهيد وصفي التل كجزء من محبتي له ورغبتي في تخليد ذكراه. كانت فترة مليئة بالتعلم والتدريب، وكانت تعبيرًا عن الولاء للقيادة الهاشمية التي دعمت مسيرتي الدراسية.
نيروز الإخبارية: ما هي رسالتك للأجيال الجديدة في هذه المناسبة؟
الشيخ فالح العبادي: أقول للشباب: استلهموا من وصفي التل حب الوطن والعمل الدؤوب لخدمته. الأردن يحتاج دائمًا لرجال مخلصين يضعون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. لن ننسى وصفي التل وما قدمه، وعلينا أن نكمل المسيرة بوفاء وإخلاص.
نيروز الإخبارية: شكرًا لك، شيخ فالح، على هذه الكلمات المؤثرة والذكريات الوطنية.