في عالم يسعى لتحقيق المساواة بين الجنسين، تبرز الدكتورة نجوى القبيلات كواحدة من أبرز الشخصيات النسائية التي أثرت في قطاع التعليم الأردني. استطاعت القبيلات بفضل إصرارها وإبداعها أن تكون أول امرأة تتولى منصب أمين عام وزارة التربية والتعليم، لتصبح مثالاً يُحتذى به في العمل القيادي والتربوي.
رحلة حياة ملهمة
وُلدت القبيلات في قرية مليح بمحافظة مادبا عام 1971، وسط بيئة زاخرة بالقيم الأصيلة والطموح. نشأت في أسرة كافحت من أجل تعليم أبنائها، فاستمدت من والدها، العسكري المتقاعد، قوة الإرادة، ومن والدتها المثالية المثابرة روح العطاء والالتزام.
تميزت طفولتها بالبساطة الممزوجة بالمسؤولية، حيث اعتادت مساعدة أسرتها في رعي الأغنام والحصاد. ورغم التحديات، لم تتنازل القبيلات عن حلمها بالتعليم، فكانت أول طالبة من قريتها تلتحق بالتخصص العلمي في مدارس مأدبا.
إنجازاتها الأكاديمية والمهنية
حصلت القبيلات على درجة البكالوريوس في الرياضيات من الجامعة الأردنية عام 1993، ثم استكملت دراستها لتحصل على الماجستير والدكتوراه في القياس والتقويم. بدأت مسيرتها المهنية كمعلمة لمادة الرياضيات، ثم انتقلت إلى العمل الإداري، حيث شغلت مناصب عدة، من مديرة مدرسة إلى مشرفة تربوية ورئيسة قسم إشراف.
تميزت القبيلات في عملها الإداري والتربوي، وحققت نجاحات بارزة في تطوير المدارس التي تولت إدارتها. وفي عام 2023، صدر قرار بتعيينها أميناً عاماً لوزارة التربية والتعليم، لتكون بذلك أول امرأة تحقق هذا الإنجاز.
قيادة ملهمة ورؤية مستقبلية
تمثل الدكتورة نجوى القبيلات نموذجاً للقيادة النسائية المتميزة، حيث ساهمت في إحداث تغييرات ملموسة في التعليم الأردني. ركزت على تحسين البيئة التعليمية، وتمكين المرأة في القطاع التربوي، ودعم الابتكار والتطوير المستدام.
الحياة الشخصية ودعم الأسرة
على الصعيد الشخصي، استطاعت القبيلات التوفيق بين دورها كأم وزوجة وبين طموحاتها المهنية. زوجها، الذي وصفته بمحطة الدعم المستمرة، كان شريكاً في نجاحها. ورغم مسؤولياتها، ظلت القبيلات قريبة من أبنائها، تغرس فيهم قيم الطموح والإصرار.
إرث من الإلهام
اليوم، تُعتبر القبيلات قدوة للنساء الأردنيات، ليس فقط في قطاع التعليم، بل في مختلف المجالات. رسخت بتجربتها أن الطموح والعمل الجاد يمكنهما كسر الحواجز والوصول إلى القمم.
الدكتورة نجوى القبيلات ليست مجرد اسم في عالم التعليم، بل قصة نجاح تلهم الأجيال القادمة، ورسالة واضحة بأن المرأة الأردنية قادرة على تحقيق المستحيل.