رغم مظاهر الهدوء التي تبدو على السطح، فإن الحقيقة تؤكد أننا على أعتاب مواجهة حتمية في إطار الصراع الجيوسياسي، بغض النظر عن شكل حكومات الاحتلال الصهيوني أو أيديولوجياتها. اتجاه الضفة الغربية والقدس لتحقيق مشروع "يهودا والسامرة" فهو يمثل جزءًا من استراتيجية الاحتلال لإطالة أمد وجوده وإقامة كيانه التوسعي على أرض فلسطين.
نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة ومستوى تعيينات مجلس الأعيان تشير إلى ارتفاع نسبي في مستوى الوعي والمسؤولية مقارنة بالدورات السابقة. وهذا يبشّر بإمكانية استيعاب ثقل المسؤولية وإدراك خطورة التحديات، مما يستدعي التخطيط لاتخاذ خطوات واضحة لمواجهة هذه التحديات.
المطلوب اليوم ليس خطابات شعبوية فارغة، بل إعداد شامل للوطن بمختلف مكوناته، مع تعبئة إعلامية واعية تُقدّم المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات أخرى.
وأهمس لمن يمثل المعارضة بأننا لسنا بحاجة إلى بطولات استعراضية أو جدالات عقيمة، بل إلى صناعة التحالفات وتوحيد الطاقات بعيدًا عن التشكيك والتخوين. أما لمن يمثل الموالاة، فلا حاجة للوطن أو القيادة للمبالغة في الإشادة أو التصفيق، بل نحتاج إلى عمل جاد وشفاف يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وهذا ما جاء في خطاب العرش السامي.
المواجهة قادمة لا محالة، والتاريخ لن يرحم أي تقصير أو تفريط من أي جهة كانت. حمى الله الأردن شامخًا كما كان على مر السنين.